سلامتك يا ريس
بقلم: موفق مطر
كأي شخص قد يتعرض أي رئيس دولة في هذا العالم لوعكة صحية، ويدخل المستشفى لإجراء فحوصات دورية أو حتى طارئة، لكن أن تنهمر الأسئلة، وتسال التقارير، وتحط الأخبار المدلسة كأسراب جراد على الصفحات الصفراء المنقولة عن مصادر وصحف اسرائيلية، وتنطلق هلوسات البحث عن البديل، وأحيانا يقال الوريث!!، ويستدعى الورثة، وتسلط عليهم الاضواء، رغم علم (المروجين) ان من بين الأسماء واحد محكوم في قضايا جنائية ومطلوب في قضايا اخرى للمثول أمام القضاء!! فهذا لا علاقة له بقراءات المستقبل، وانما عملية ممنهجة، ودعاية خبيثة، يتم خلالها استطلاع مواقف الناس من هذا الاسم أو ذاك، وتكوين معرفة حول مكانته، ووزنه وتأثيراته المباشرة على ما يجري في ميدان السياسة.
منذ العملية الجراحية في الاذن الوسطى للرئيس ابو مازن، الاسبوع الماضي ودخوله المستشفى الاستشاري في رام الله يوم السبت الماضي، اعتكف الذين في نفوسهم مرض وغرض في زوايا اصنامهم، يبيتون الاستخارات، لترشدهم شياطينهم الى سبل ترتيب اوضاعهم وتقوية أوراقهم، وتهيأ لهم اللحظة الأنسب للعب والمقامرة بمصائر الجمهور.
نحن قدريون ومؤمنون، لكننا بذات الوقت مطمئنون، فرئيسنا وقائد حركة تحررنا الوطنية ابو مازن ما زال في موقع القدرة على العطاء، رغم قناعتنا بحاجته الى استراحة محارب، لا تطلبها نفسه لإدراكه اللحظة، وواجب البقاء قيد اليقظة على رأس دوائر العمل الوطني، لكن جسده يجبره، فيمتثل امتثال المؤمن للعلاج، ليتمكن من استكمال واجب أداء الرسالة.
لا مفيد في هذه اللحظات إلا التفاؤل بصحة الرئيس، والأمل بقدرته على شن هجمات مضادة معتدا بالارادة والحيوية والنشاط والتفاؤل والأمل والحكمة والعقلانية كما عرفناه، ليتمكن من صد هجمات العمر (84 عاما).
ومفيد ايضا طمأنة الناس بأن نظامهم السياسي في أمان، وأن مروجي مقولة (انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية) بعد ابو مازن ثلاثة جمعتهم العدائية المطلقة للوطنية الفلسطينية، ومنهج الرئيس ابو مازن السياسي الذي احرج المتاجرين بالقضية الفلسطينية، ونزع اقنعتهم، وأولهم المحتلون المستعمرون الذين يعتبرون ابو مازن خطرا وجوديا عليهم، باعتبار عقليته وفلسفته، وفكره الوطني والانساني والتحرري التقدمي والديمقراطي المقاوم من اجل السلام لفلسطين والعالم اولا واخيرا.
ثاني هؤلاء هم الانقلابيون على المشروع الوطني، على حركة التحرر الوطنية، على المنظمة والسلطة والقانون والنظام، فهؤلاء لا يمكنهم رؤية قائد فلسطيني يتمكن في ظروف عصيبة اشبه بالمستحيل من جمع حركة التحرر الوطنية الفلسطينية على برنامج سياسي وطني نضالي، وبرنامج بناء وضعت وقواعده واقرت هنا على ارض الوطن، فهؤلاء انصار دويلة الجماعة، راعهم نجاحه بتجسيد فكرة الدولة لكل مواطنيها وقوى الشعب وأطيافه السياسية والفكرية.
أما ثالثهم، فهم بزنس القضية والمتاجرون بدماء الشعب وآلامه، وأصحاب مكاتب الخدمات لقوى اقليمية عملاقة، واخرى قزم لكنها غنية بسيولة الدولار واليورو !! هؤلاء ما زالوا يبحثون عن (أدوار لا تليق الا بالكبار الكبار) ربما تنسيهم انزلاقهم كالعميان في ادوار الوضيعين الصغار.
سلامتك يا ريس.. سلامتك يا رئيسنا الانسان، يا رئيس السلام، نحبك يا قائد، نحبك ونحب فيك الوطن المقدس، ونحبك رسول فلسطين الى الأمم.