(دولة القراصنة الصاروخية) تخشى الطائرات الورقية!
موفق مطر
يستطيع لصوص الأرض ومزيفو التاريخ، الخارجون على الشرعية الدولية والتاريخ، قرصنة اموال الضرائب الفلسطينية، لكن نظامهم العنصري الاحتلالي الاستعماري لم ولن يفلح ابدا بقرصنة ارادتنا وأهدافنا وثوابتنا الوطنية.
يبدو ان الغزاة والمستعمرين تجمعهم فكرة اخضاع الشعوب بالمال، اما عبر اغداقه على عملائهم أو سرقته من خزائن الشعوب والممتلكات العامة، أو بتدمير مقومات وأركان الحياة الاقتصادية، ولا غرابة عندما نرى التطابق في سياسة نتنياهو سليل غزاة فلسطين قبل حوالي مئة عام، وترامب سليل غزاة القارة الأميركية قبل حوالي ثلاثمئة عام، ولكن من قال ان أهل اميركا الأصليين لن تنبعث فيهم الحياة من جديد، ويستعيدوا امجادهم في بلادهم عندما يلمس احفادهم قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الحملات الاستعمارية الاحتلالية الاستيطانية الاسرائيلية الأميركية المزدوجة، والصمود وتحقيق الانتصار وانجاز الاستقلال الوطني، وعندما يشاهدون إبداع أحفاد جيل النكبة الفلسطينيين وهم يبدعون أساليب وأدوات المقاومة المشروعة.
لا يملك الفلسطينييون طائرات حربية تكتيكية ولا استراتيجية، ولا يملكون جيوشا وصنوف اسلحة برية وبحرية وجوية، ولا صواريخ كروز وتوماهوك وs) 400) أو دبابات الميركافا، كما لا يمكنهم على الاطلاق انشاء نظام دفاعي كنظام القبة الحديدية او الباتريوت، لكنهم يملكون (ارادة ماسية) تقاوم الحديد والفولاذ، وفوق كل ذلك تشع بقيم الحق والأخلاق والحرية.
يملك الفلسطينييون طاقات وقدرات شبابية، تنبعث عند كل منعطف تاريخي لتؤكد ان الشعوب التي تستحق مكانها تحت الشمس هي الشعوب المتجذرة لكنها متجددة، الشعوب المتأصلة لكنها المتطورة، الشعوب الغنية بالارث الحضاري، والأغنى بالتواصل مع الانسانية.
لا يمتلك الفلسطينييون الطائرات الشبح (f35) ولا يمتلكون الرادارات، لكن (طائراتهم الورقية) تدفع منظومة دولة تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط للانخراط في عصابات الاجرام الدولي، حتى بات الأحرار في العالم يعرفون (دولة الاحتلال) اسرائيل بأنها (دولة القراصنة) لا يستولون ويسرقون اموال الشعب الفلسطيني وحسب، بل ارضه، ويسفكون دماء شبابه ونسائه وأطفاله، ويغتالون الانسانية.
لا مجال للمقارنة بين دمار صواريخ طائراتهم وخاصة تلك المسيرة عن بعد، وبين الخسائر التي تسببها طائرات الشباب الفلسطينيين الورقية ذات الذيل الناري، لكن عندما يرى المحتلون المستعمرون الطائرة الورقية الفلسطينية وكأنها تنين اسطوري، فهذا شأنهم، لأنهم وحدهم يعرفون ويعلمون الى حد اليقين انهم يقفون في جبهة الباطل، وأن ما زرعوه في عروق أرضنا فاسد، وما أنشأوه عليها جريمة.
يرى جنرالات وساسة (دولة الطائرات والصواريخ الحربية والرؤوس النووية) في الطائرات الورقية سلاحا مرعبا! ليس باعتبار الحرائق التي تسببها في مزروعات وحقول المستوطنين في مستعمرات ما يسمى غلاف غزة وحسب، بل لأن الجيل الرابع والخامس للنكبة ما زال يبدع الوسائل لإشهار رسائله للعالم وتأكيد حقه في الحرية والاستقلال والعودة، فالطائرات الورقية المسيرة بخيط رفيع أوله في قبضة ساعد شاب فلسطيني اسمر وآخره في قلب طبق من ورق مدعوم بالقصب، ليست الا علامة على قدرة هذا الشعب على التحليق نحو السماء، وتطيير الآمال فوق الأسلاك الشائكة والجدران وحقول الالغام المانعة بين ارجاء الوطن، حتى يعم السلام كل الوطن.