"صوت العرب"
باسم برهوم
من غير المنصف ان نحكم على تجربة اعلامي مثل احمد سعيد الذي رحل عنا قبل ايام، وأن نربط ذكراه بهزيمة حرب حزيران عام 1967. هذه الهزيمة التي اسكتته عن الكلام، وطوت معها مشروع جمال عبد الناصر القومي والنهضوي والوحدوي.
الاعلامي أحمد سعيد كان احد رموز المرحلة الناصرية وصوتها الاعلامي، عبر اذاعة صوت العرب التي كانت بالفعل صوت العرب.
انا واحد من ذلك الجيل العربي العريض/ من جماهير عربية تمتد من المحيط الى الخليج كنا ننتظر بشغف تعليقات احمد سعيد وهو يدافع بصوته الجهوري عن المشروع القومي الناصري، ويندد بأعدائه من داخل العرب وخارجهم. صوته وتعليقاته كانتا تمنحنا الامل الذي ظهر فيما بعد انه امل مبالغ فيه..!!! ومع ذلك فإن صوت احمد سعيد وتعليقاته، واذاعة صوت العرب قد زرعت في وعي المواطن العربي جيلا بعد جيل، اننا امة عربية واحدة وزرعت فكرة الوحدة والنهضة والاهم بالنسبة لنا نحن الشعب الفلسطيني فإن صوت العرب، هو من كرس القضية الفلسطينية كقضية مركزية للامة العربية وجعل فلسطين وشعبها قلب هذه الامة.
لقد اظهرت المعلومات اللاحقة، ان احمد سعيد عندما قال "نجوع يا سمك" في الساعات الاولى من حرب حزيران 1967- قالها دون ان يكون يعلم ان سلاح الجو المصري والسوري قد دمرته اسرائيل في الساعات الاولى للحرب، بالنسبة لاحمد سعيد كانت القضية الفلسطينية وفلسطين هي همه الوحيد لذلك كان يحلم ويأمل بتحريرها من الصهاينة.
ومن خلال هذا الاعلامي القومي الناصري، علينا ان نتذكر اذاعة صوت العرب التي كانت صوتا للعرب، هذه الاذاعة وللتدليل على مدى تأثيرها، كانت عندما يشاء عبد الناصر ان تخرج الجماهير العربية في الشارع في كل العواصم العربية لتطالب بالوحدة والنهضة وتندد بالامبرالية واسرائيل. كانت صوت العرب هي المحرك لهذه الجماهير وفقا لتوجيهات عبد الناصر.
اذاعة صوت العرب كانت صوت كل مواطن عربي، واليوم أين نحن من هذا المشروع القومي، اين نحن من صوت العرب؟؟؟؟