الزيارة الملكية للمنطقة ... من أين تكتسب أهميتها؟
بقلم: فيليب هول*
من المقرر أن يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير ويليام، دوق كامبريدج زيارته إلى مدينتي رام الله والقدس الشرقية بعد أسبوع بالضبط من اليوم. فلماذا تعد هذه الزيارة الملكية مهمة؟
سيجلس الأمير ويليام على العرش البريطاني بعد والده الأمير تشارلز، الذي بدوره سيخلف والدته الملكة إليزابيث الثانية. ويُعد الملك أو الملكة البريطاني/ة رأس الدولة ورمز لاستمرارية المملكة المتحدة، حيث يمتاز هذا المنصب ببعده عن السياسة، إذ إنه فوق سياسة الدولة.
تتعاقب الحكومات على مر الزمان، إلا ان من يجلس على العرش الملكي يبقى لفترة زمنية اطول بكثير. فقد وصلت الملكة اليزابيث الثانية الى العرش في عام 1952 حيث عملت وحكمت بكل تفانٍ وتميُّز. وقد أظهرت الملكة قدرتها على إبعاد منصبها عن الحياة السياسية بشكل لافت. ونتيجة لذلك، استطاعت الملكة ان تنال حب واعجاب أجيال من البريطانيين وغيرهم من مواطني العالم، الذين يحترمونها كشخصية رمزية خلال كل الحقب، بظروفها كافة.
سيزور الأمير ويليام المنطقة تلبيةً لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهي الزيارة التي تندرج أيضاً ضمن رؤية مستقبلية طويلة الأجل. كما أنه يقوم بهذه الزيارة بناءً على توصية الحكومة البريطانية.
نحن نعلم أن الآن ليس وقتاً نشهد فيه تقدماً في عملية السلام، كما أنه ليس بالوقت المناسب للاحتفال بتحسُن حياة الفلسطينيين. الا اننا نعتقد أن هذا الوقت مهم جداً لكي يتمكن ملكنا المستقبلي من بناء علاقاته مع الشعب الفلسطيني. وبمشيئة الله، سيكون الملك جزءاً مهماً من الحياة العامة البريطانية لعقود قادمة. فنحن لدينا علاقات طويلة الأمد مع فلسطين، ونريد أن يكون ملكنا المستقبلي جزءاً من تلك العلاقات.
كذلك، فإن زيارة الأمير ويليام تُعد أيضاً زيارة شخصية؛ فعائلته لديها صلات وثيقة بمدينة القدس، فقبر والدة جده – الأميرة أليس، والتي كانت امرأة مميزة – يقع في الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية على جبل الزيتون.
وعليه، فإن زيارة الأمير ويليام تنبع أهميتها من كونها غير سياسية فضلاً عن أنها تتسم بنظرة للمستقبل الأبعد، وكذلك لما تمثله من بعد شخصي.
في بريطانيا، كلنا نرغب في أن يعرف الجالس على العرش حياتنا ويفهمها، إلا أننا أيضاً نسعى لإظهار أفضل ما لدينا له. وآمل في أن يكون هذا هو الحال هنا أيضاً، فالأمير ويليام يرغب في الالتقاء بأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين هنا بغية الفهم الأفضل لواقع حياتهم بمناحيها كافة. فهو نفسه أمير شاب ومهتم على وجه التحديد بالالتقاء بغيره من الشباب والاستماع لأصواتهم. وخلال كل جزء من زيارته هنا، أتمنى أنكم ترغبون في أن يتعرف الأمير على أفضل ما لديكم من تراث وثقافة وضيافة فلسطينية.
أعلم أن الأمير ويليام يتطلّع بشغف لهذه الزيارة، أملاً في أن تكون بداية لعلاقة وطيدة وطويلة الأمد مع الشعب الفلسطيني.
*القنصل البريطاني العام في القدس