شهوانية "شياطين الإنس والجن" !!!
موفق مطر
لا نراها الا محاولة اضافية للعبث في مشاعر الشارع الفلسطيني، أي مظاهرة لا تتوجه مباشرة الى السبب الرئيس لمعاناة ومآسي مليوني فلسطيني في قطاع غزة، فصوت الحق ان اراده المتظاهرون ان يكون حقا لصالح القضية والشعب الفلسطيني، يجب ان يعلو بوجه قادة انقلاب حماس الدموي، الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن نكبة فلسطينية ثانية، لمنعهم من تكريس الانقلاب وتحويله الى انفصال جغرافي وسكاني، ولقطع الطريق عليهم وعلى ادارة ترامب ونظام الاحتلال الاستعماري (اسرائيل) حتى لا يتم تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية اي تحرر وطني، الى مجرد مشكلة انسانية.
يجب ألا يغيب عن بالنا تزامن المظاهرات، مع حركة الثنائي (نتنياهو ترامب) السياسية والدبلوماسية في المنطقة، في محاولة لتجاهل القيادة الشرعية والرسمية للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني (م.ت.ف).
نعتقد بأن الوطني معني بتسييد المصلحة الوطنية وانكار مصالحه الشخصية والحزبية، أثناء المواجهات المصيرية مع الحملات الخارجية، فكيف ونحن نواجه الآن هجوما اسرائيليا أميركيا، هدفه واضح ولا لبس فيه وهو تصفية القضية الفلسطينية، مستغلا استعداد (قيادة حماس الاخوانية) للانقضاض من داخل القلعة على المشروع الوطني.
الشعوب تمتلك معاييرها ومقاييسها الدقيقة، وفي اللحظات التاريخية تبرز قدرتها على الفرز، والتمييز بين الذي جعل من فصيله وحزبه وحركته سبيلا نحو فلسطين الحرة التقدمية الديمقراطية المستقلة ذات السيادة، وذاك الذي استخدم الشعارات الوطنية كسلالم مصنوعة من عظام هياكل ابناء البلد ليطلع على درجاتها ليصل الى سدة سلطة أو حكم بأي ثمن حتى لو كان سيل من دماء المواطنين الأبرياء.
لن يحقق اي حراك اهدافه ما لم يأخذ منظموه امورا مهمة بعين الاعتبار، كاللحظة، والموضوع وشكل الطرح، والمكان، والجهة المقصودة، ذلك ان أي خلل في هذه الأمور سيدفع الجمهور الى وضع الف علامة سؤال حول الأهداف المرجوة منه، فالشارع يدرك جيدا حجم الحملة الثلاثية (الأميركية الاسرائيلية الحمساوية) على الرئيس محمود عباس، والطرق الالتفافية التي تلجأ اليها لتجاوزه، ليس باعتباره قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ورئيس الشعب الفلسطيني الشرعي، ورأس القيادة الوطنية الفلسطينية وحسب، بل لصلابته في التعبير عن موقف الشعب الفلسطيني وتمسكه بالثوابت الفلسطينية، واستعداده بايمان لا محدود للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه العليا حتى الرمق الأخير، حتى لو كلفه ذلك حياته، فكل فلسطيني يعرف الرئيس الانسان، الرئيس الثابت على الحق رئيس السلام ابو مازن، لذا فان اية محاولة لاظهار الرئيس في هذه اللحظات- عبر ضخ اعلامي ممنهج ومكلف بالملايين– لا يمكننا اعتبارها ذات اهداف وطنية خالصة ونقية، فالجميع يعلم أن الرئيس ابو مازن وهو صاحب اللاءات الكبرى والمدوية بوجه ادارة ترامب ونظام نتنياهو بات مستهدفا، وان نسخة من حصار قائد حركة التحرر الوطنية الرئيس الشهيد ياسر عرفات (ابو عمار) رحمه الله يجري تنفيذها، ليكون ضحيتها ليس الرئيس ابو مازن وحسب، بل القضية الفلسطينية ايضا، ذلك أن قيادة حماس تتهيأ فعلا للولوج في هذه المؤامرة التي ستمكنها من الامساك بقطاع غزة الى امد غير منظور، ولذلك نرى قادتها يجسون نبض الجماهير الفلسطينية من امكانية "اللقاء مع الاحتلال بعيدا عن انظار شياطين الانس والجن" كما كتب واحد منهم واسمه اسلام شهوان!!
ما لم تك الجهة المقصودة من المظاهرات قيادة حماس الانقلابية، فها خلل وخطأ وخطيئة، وما لم يكن الهدف منها انهاء آثار الانقلاب، وعودة قطاع غزة الى سلطة الشرعية والقانون، فهو انحراف عن المطلب الوطني الشامل بالمصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية، فدون تراجع الانقلابيين وانسحابهم من حياة الشعب الفلسطيني السياسية نهائيا، فهذا يعني انعدام احساسهم بمعاناة الفلسطينيين في القطاع حتى لو بلغ فيض الكوارث والمآسي أنوف مليوني مواطن.