هذه المصالحة!!
موفق مطر
يعلم قادة حماس قبل غيرهم ان المصالحة الوطنية في المقام الأول تعني التحرر من عقدة الاستعلاء والاستكبار والتمييز والتخوين والتكفير، كما تعني التحرر من عقلية الانقلاب والتقلب والسيطرة على السلطة بقوة السلاح.
المصالحة أولا وقبل كل امر تتطلب امتلاك صاحب الشأن والقرار في حماس فكرا وطنيا، منهجا تحرريا، والارتكازعلى مبادئ وأهداف لا يختلف عليها مواطنان فلسطينيان.
المصالحة تتطلب مصداقية واخلاصا، وانسجاما واضحا ظاهرا ما بين الشعار والخطاب والفعل والعمل.
المصالحة تعني ثقافة الالتزام بالقانون والنظام، واعتبار الحريات خطا احمر لا يجوز المساس بها.
تعني المصالحة الايمان بأن الانتماء للوطن والقسم من اجله فقط، الانتصار له والتضحية من اجله جزء لا يتجزأ من عقيدة الانسان الروحية.
المصالحة تعني الاقرار بالمصير والمستقبل للشعب، وبقيم العدل والمساواة، والاعتراف بأن ألوان طيف الشعب ليست ظاهرة، وانما الحق والحقيقة على أرض الوطن وفي سمائه.
المصالحة تعني اتفاقا ابديا ما بين الوطن وانسانه، ما بين الانسان ووطنه، يتجدد تلقائيا مع كل نبضة قلب، فلا قيد أو حدود زمانية ومكانية على الاتفاق، فالاتفاق مع الوطن، الأرض والشعب كالزمان بلا حدود.
المصالحة تعني الايمان باستحالة تقسيم الوطن، او حتى مجرد التفكير بنيل حصة ما أيا كانت سبل الفوز بالحصة، فمن لا يفوز بكل الوطن، ومن لا يفوز الوطن بعقله وروحه وقلبه وثقافته وعمله وفلسفته وأبعاد بصيرته ورؤيته للحياة هو الخاسر أبداً.
المصالحة تعني ان نؤمن جميعنا أن الوطن منتصر دائما، متقدم بلا حدود، لا يخسر، ولا ينهزم، ولا ينكسر، وان المنكسر، المهزوم، الخاسر هو ذلك الذي اعتبر الوطن مجرد غنيمة، يسعى للحصول عليها بأي ثمن حتى ولو كان الثمن خطيئة بحق الوطن.
المصالحة لو ادرك قادة حماس انها تعني الوفاء للاتفاقات والتعهدات، لمكنت (حكومة التوافق) من مهامها الفها الى يائها في قطاع غزة بدون استثناء، وتوفير سبل الدعم لها وهي تأخذ مسارها في تطبيق القانون والنظام.
المصالحة الوطنية تعني عمل المستحيل لتعزيز الوحدة الوطنية، ورفع اعمدة البناء الوطني، والادراك بأن انهيار ركائز واساسات المجتمعات والدول تبدأ بالانهيار في لحظة اعلاء المصالح الشخصية، وتبني عقلية الاستغلال والانتهازية، والتكسب على عرق ودماء الآخرين، وتوظيف تضحياتهم واستثمارها في بنك (الأنا الفردية) أو (أنا الجماعة) أو (الأنا الحزبية) .
المصالحة الوطنية تعني الالتزام ببرنامج سياسي مقرر لتحقيق اهداف مرحلية، وصولا لتحقيق ثوابت وطنية اجمع عليها الشعب وباتت كمنارة تهدي الوطنيين المؤمنين حقا بتحقيقها وتجسيدها حتى لو كانت حياتهم ثمنا لذلك.