مظاهرة تل أبيب..الفلسطينية نقيض العنصرية
باسم برهوم
عندما أقر الكنيست الاسرائيلي قانون القومية قلنا إن اللص السارق فاقد الشرعية، يحاول اقناع نفسه وان يضحك على العالم أن ما سرقه هو ملك له، لذلك يكرر الادعاء مرة تلو الاخرى.
مساء السبت الفائت جاء فلسطينيو الـ 1948 بعشرات الآلاف الى تل ابيب ليقولوا لنتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية نحن اصحاب الارض الاصليون وليس انت، رافضين قانونه التوسعي العنصري.
الشعب الفلسطيني وعندما امسك بقراره الوطني بعد حرب 1967، طرح فكرة الدولة الديمقراطية، دولة كل مواطنيها، يعش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود على قدم المساواة، طرح ذلك رغم الظلم الذي وقع عليه. وعندما لم تستجب اسرائيل الصهيونية المسكونة بالعنصرية وفكرة التوسع قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بتقاسم غير عادل لأرض الشعب الفلسطيني التاريخية مع اسرائيل، ووافقت في اتفاق اوسلو على دولة فلسطينية على 22% من فلسطين التاريخية.
اليمين الصهيوني الجشع والذي اعتقد انه حسم المعركة حاول ان يشطب بجرة قلم، عبر قانون القومية، حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني فوق ارض وطنه، وان يشطب الحقيقة الفلسطينية واذا به يرى آلاف الاعلام الفلسطينية في تل ابيب ليؤكد الشعب الفلسطيني مرة اخرى انه عصي على الالغاء، وان الارض تتكلم بالعربي وباللهجة الفلسطينية الجميلة.
التسامح الفلسطيني وقبوله للآخر ولإمكانية التعايش على هذه الأرض قابلتها حكومة العنصريين الاسرائيلية بموقف من عصور الظلام، موقف رجعي يؤكد مدى انغلاق عقولهم ومدى ضيق أفقهم الذي لا يرى على هذه الأرض إلا هم.
مظاهرة تل ابيب وجهت لطمة قوية لنتنياهو عندما ظهر في المرآة غير اليهودي على هذه الأرض، التي هي ارض السلام باعتبارها ارض الأنبياء والرسل. المعركة بدأت مع قانون الإلغاء العنصري حتى تتم هزيمة العنصرية، فالدولة التي لا تكون لكل مواطنيها مصيرها مزبلة التاريخ.