الجريمة.. أسئلة برسم الاجابات العملية!!
موفق مطر
مالذي يحدث في مجتمعنا اليوم لماذا الجريمة .. والى اين ؟! أم أن الجرائم أمر لا بد من حدوثه في اي مجتمع مشابه لمجتمعنا من حيث الحيز الهائل للثأر والعادات والتقاليد السلبية في دائرة مكونات الشخصية الفردية والجمعية ؟!!.
أين تكمن المشكلة في نصوص قانون العقوبات، أم في تنفيذه؟! أم أن سلطة القضاء ما زالت غير قادرة على التحرر من قيود المفاهيم الموروثة التي ما زالت متجسدة عبر منظومة الأحكام العشائرية، وغيرها من مفاهيم فرضها بعض المفسرين والمشايخ بعد أن نسبوها ظلما للعقيدة والشريعة الدينية لضمان ديمومة سلطتهم الفردية المحدودة على حساب سلطة المجتمع (القانون) .
ألا يكفينا أننا ضحايا أفظع جريمة في العصر الحديث (الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي العنصري)؟! أم أن معظم المجتمع ما زال يظن أنه خارج المعادلة، وانه غير محسوب في دائرة الاستهداف؟! لذا نراه يتمادى في أخذ دور المجرم الذي يهدد وجوده بصورة تبدو وفق معايير القضية والأدوات والأسباب فيرتكب جريمة أفظع!!.
هل انبرى معتلو المنابر للخطابة النارية، واحتلال منابر المحللين السفسطائيين العدميين، وضرب وجوه الناس بمصطلحات السياسة، وجرحهم وتركهم ينزفون احباطا ويأسا، فمهمة هؤلاء الأساسية توجيه العامة من الناس الى سلوك نتيجته الحتمية المباشرة الارتقاء بالروح البشرية الى مصاف الروح الانسانية الرافضة بالمطلق للجريمة؟!. أم تراهم يخوضون في قصة قابيل وهابيل في غير مقاصدها الحقيقية الأصلية ؟!..
نعتقد أن هذا البعض قد استخدم النصوص المقدسة ووظفها لأهداف جماعته الحزبية فقط، فضيع بوصلتهم وضيع معهم الذين ينصتون اليهم ويصدقون كل تفوهاتهم !!.
والآن لدينا مئات الجمعيات ومراكز المجتمع المدني وأخرى بمسميات ومضامين متصلة بتنمية المجتمع، والعدالة، والتقدم والتحرر، والتطوير والإنماء، ونشر قيم المحبة والسلام، ماذا قدمت؟ ما حجم تغييرها الايجابي في المجتمع مقابل مئات ملايين الدولارات التي يقدمها المانحون، وكذلك التسهيلات المقدمة من الحكومة، فالخط البياني للمجتمع هابط ، منكسر للأسفل منتكس؟!!.
هنا لا بد من اعادة الاعتبار لنظم ومناهج التربية، ولا بد من تدخل مؤسسات الدولة بقوة لمنع تدهور نخشى ان صناع الجهل ينافسون الاحتلال لإسقاطنا الى القاع وتحطيمنا حتى لا تقوم لنا قائمة.
بات لازما اعتماد التقييم عند انتهاء كل خطة خمسية للتنمية المجتمعية، وتطوير الشخصية، وعملية تطهير الثقافة الشعبية من العنف ومفاهيم التمييز، والغوص عميقا في قراءة مسارات المجتمع لاستخلاص العبر وتصويب اتجاهات ومعالجات، مؤسسات الدولة.
آن الأوان ليأخذ الاعلام دوره في نشر الوعي وتكريس قيم رافضة للجريمة تحت أي مسمى أو أسباب أو حيثيات أو الأعذار المحللة لها، ونبذ الشطارة وطرح القضايا للاثارة، أو لمجرد رمي المسؤوليات والتشفي، فنحن نحتاج الى منهج اعلامي ومعالجات جذرية.
الجهل هو الوجه الآخر للظلم، ويبدو لنا الظلم حلقة في سلسلة التخلف المقيدة للمجتمع المنطلق نحو الحرية، لكن هل عرف الناس ان الوصول الى الحرية يبدأ من انتهاج فكر تحرري، وتكوين انسان (مواطن) مؤمن بقيم العدالة والمساواة وملتزم بالقانون كالتزامه بمبادئ عقيدته الروحية.