إلى أين وصلت حماس؟؟؟
يحيى رباح
منذ شهر تشرين العام الماضي إلى شهر آب العام الحالي 2018، سقطت حماس في الاختبار مرتين، الأولى أنها ردت على اتفاق المصالحة في 2017 بالانفجار الشهير ضد موكب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله الذي كان متوجها إلى غزة بتفاؤل لينفذ برنامج الحكومة الفلسطينية الكبير بخصوص إعادة تأهيل البنية التحتية، خاصة مشاريع الصرف الصحي، ومشاريع البناء الأخرى في قطاع الكهرباء والمياه، واستكمال مشاريع البناء السكني، وهكذا أوقفت حماس عملية المصالحة بهذا الانفجار، التي تجاهلته حماس بداية حتى أن بعض وسائل الإعلام التابعة لها تساءلت إن كان الانفجار حدث أصلا، ثم ادعت أنها ألقت القبض على المتهم الرئيس ثم بعد ساعات أعلنت أن المتهم قتل وهو معتقل لديها!!!
السقطة الثانية:
أن حماس ذهبت إلى استدراج العنف مع إسرائيل في تمثيلية هزلية، بعض الصواريخ وبعض قذائف المدفعية في غلاف غزة مدعية أن قواعد الاشتباك قد تغيرت، الدم بالدم كما قالت في حينه، لكن ثبت بعد أيام أن المصالحة الفلسطينية استبدلت بالتهدئة مع إسرائيل!!! مدعية أن محادثاتها المباشرة مع إسرائيل التي انطلقت من كفار سابا تحمل معايير جديدة، مع أن الشرعية الفلسطينية حذرتها بان التهدئة شأن وطني وليس فصائلي، وردت إسرائيل بعد ذلك أن التهدئة مقابل التهدئة، وان إسرائيل هي التي تحكم على ذلك، ثم تكشفت الأمور أكثر حول أوهام رصيف على ميناء في قبرص، ومدرج طيران على مطار جنب ايلات، وكل ذلك تحت الإشراف الأمني والعسكري الإسرائيلي، وهو استدراج من نوع جديد، استدراج للخضوع لصفقة القرن، التي أثار ترامب حولها ضجيجا فارغا لكنه لم يستطع أن يعلن عنها أمام صلابة الرفض التي واجهته به القيادة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن الذي استند رفضه القوي لسلوك دونالد ترامب إلى تقديم بدائل للمجتمع الدولي لقيت المزيد من التجاوب والاحترام.
بلا شك أن حماس خلال هذه الأيام التي ثبت أنها متورطة في الوقوع في حفرة صفقة القرن عبر تهليلها لما يسمى التهدئة دون شرعية، وبالشروط الإسرائيلية نفسها وتهدئة مقابل تهدئة، والمبادرة في يد إسرائيل، خارج الإجماع الوطني الذي تمثله منظمة التحرير، قد واجهت رفضا فلسطينيا شاملا، وانتقادات فلسطينية قوية، وأعادت من جديد طرح الأسئلة القديمة، هل حماس التي هي جزء من تنظيم الإخوان المسلمين تريد المصالحة؟؟؟ وهل إذا أرادت المصالحة تستطيع أن تتقدم في مسارها أم أن التنظيم الدولي للإخوان يمنعها، لأنه هو الكل الآمر وهي الجزء المنفذ ليس إلا!!! وهل حماس التي غابت عن الأولويات الفلسطينية قرابة ربع قرن ممكن أن تعود وتتأهل للاندماج مع أولويات المشروع الوطني الفلسطيني!!! إنها الأسئلة القديمة الجديدة، يجب أن نتذكرها جيدا، خاصة أن الشرعية الفلسطينية كسبت في العالم كله ثقة عالية، ومن المفيد أن تعزز هذه الثقة، وان لا نعيش عليها عبر مداولات بطريقة حماس التي أعظم غاياتها أن تتكسب من الانقسام وليس أن تكون جزءا عضويا من مشروع وطني كبير.