حماس.. الأداة التنفيذية للصفقة
موفق مطر
سارعت حماس الى تشكيل ما اسمته "القوة التنفيذية" وهي عبارة عن آلاف من عسكرها انيطت بهم مهمة قمع الشارع الوطني في قطاع غزة عام 2006 اثر تكليف اسماعيل هنية بمهمة تشكيل الحكومة العاشرة .
اليوم وبعد حوالي 12 عاما تحولت قيادة حماس إلى "اداة تنفيذية" بمهمة تتجاوز مهمة القمع والتنكيل الى حد المشاركة الفعلية في مؤامرة (صفقة القرن) حيث سارعت قيادة حماس إلى لفت نظر رأسي المؤامرة ترامب ونتنياهو، والإشارة لهما بقدرتها على لعب دور يستحيل على أي جهة تنفيذه سواها، فباتوا الرأس الثالث ولكن بشرط الالتزام بالتنفيذ لا أكثر.. فالقوة التي تعمل لصالحهما في الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني سيكون تأثيرها اقوى من أي حملة أو عدوان او حصار خارجي مهما كان نوعه.
منذ بداية العام وعندما سمع قادة حماس صوت الحق الفلسطيني الذي اطلقه الرئيس محمود عباس ابو مازن بوجه ترامب وادارته، تلقفت قيادة حماس اللحظة وبدأت باستغلال عواطف الجماهير، والمناسبات الوطنية، لتقديم حماس كممثل للشعب الفلسطيني بديلا عن منظمة التحرير، وما مسيرات العودة التي تم تحويل اهدافها الى مجرد كسر الحصار إلا استغلال رخيص لدماء شباب فلسطين الشهداء والجرحى في سياق الحصول على مكانة ما في مدى نظر الباحثين فعلا عن بديل للرئيس أبو مازن والقيادة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير ، حتى أن قيادة حماس كانوا يرجون ولو مجرد نظرة من مدبري المؤامرة، حتى لو كان ثمن هذه النظرة مئات الشهداء من شباب فلسطين ارتقت ارواحهم بفعل قنص جنود الاحتلال لهم وتفجير عظام سيقان مئات آخرين، اضافة إلى اكثر من عشرة آلاف مصاب حتى اليوم.
لم يكتف قادة حماس بالهرولة نحو هدنة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي على حساب مصالحة فلسطينية، وإنما زادوا عليها بتشريع الهدنة والترويج لها عبر منابرهم وخطاباتهم السياسية وخطبهم ودروسهم الدينية واعتبارها مصلحة لجماهير قطاع غزة !!!.
ابدوا استعدادهم لقبول كل ما رفضه الرئيس محمود عباس، مقابل تمكينهم من دويلة في غزة، على حساب دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وعلى حساب القدس، وجنحوا الى افتعال ضجيج التشكيك بشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية الأوحد للشعب الفلسطيني ، ورفضوا صراحة تمكين حكومة الوفاق الوطني من مهامها في قطاع غزة حسب النظام والقانون، وجاهروا بتقديم الاتفاق على الهدنة مع دولة الاحتلال (اسرائيل) على اعتبار أنهم قد قبروا المصالحة الفلسطينية الى الأبد !!.
خلال الاسبوع الماضي ومع بداية هذا الاسبوع اشتدت حملة قادة حماس المبرمجة والمنظمة على الرئيس ابو مازن، ما جعلنا نستعيد صفحات حماس السوداء، وأعمالها وعملياتها التفجيرية التي اتخذها قادة دولة الاحتلال كذريعة لاغتيال العملية السياسية، حيث عمدت حماس اثناء قيادة الرئيس ياسر عرفات لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ورئاسته للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية على تنفيذ عمليات كانت نتائجها وردود افعالها السلبية على المشروع الوطني خطيرة جدا يوم.
اليوم نرى قادة حماس وقد التزموا أمام الثنائي ترامب ونتنياهو بتنفيذ ما يقطع الطريق على قيادة حركة التحرر الوطنية، ورئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس، ويضعف قدرتها على تحقيق إنجازات سياسية لصالح الشعب الفلسطيني والقضية، وتحديدا في معركة تثبيت الوضع القانوني لدولة فلسطين، والحصول على اعتراف اممي بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ووضع الحواجز والعراقيل لمنع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني من الاستمرار بخطواتها العملية التي ابتدأتها لتفعيل الاطر القيادية في منظمة التحرير تمهيدا للقرارات المصيرية الآتية في المرحلة القادمة.
المؤكد حتى اللحظة أن ترامب ونتنياهو يدركان صعوبة تنفيذ مؤامرة صفقة القرن، نظرا لقوة الصفعة التي تلقياها من الرئيس محمود عباس، صفعة اربكت حسابات ترامب ونتنياهو لأنها كانت بشدة اعصارا عظيما اسمه ارادة الشعب الفلسطيني، لذا لايمكن تفسير تهافت قادة حماس على محاولة استمالة نظر الادارة الأميركية، ونظام الابارتهايد العنصري في اسرائيل اليهم، إلا في اطار مسعى تسخيف قوة ثبات القيادة الفلسطينية، والقوى الوطنية الحية، وتوجيه عناية رأسي المؤامرة اليهم وتقديم انفسهم كمسيطرين على مفاتيح الاستقرار، ولقدرتهم على تحقيق معادلة رفع الحصار مقابل الأمن اللامحدود لدولة الاحتلال (اسرائيل)!.