أمراء حماس.. (شواهد زور) في الجنايات الدولية
موفق مطر
سيسند أمراء (جماعة حماس)، وزراء حكومة نتنياهو وقادة جيشه، وشخوص ادارة ترامب، اثناء وقوف بعضهم أمام محكمة الجنايات الدولية وكذلك محكمة العدل حيث سيحاكمون بتهم جرائم حرب، وجرائم مخالفة القرارات والقوانين الدولية، (فأمراء الغدر) يعلمون وباليقين أن ما يفعلونه هو ( شهادة زور) ضد القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني التي يحق لها رفع الدعاوى القضائية والقانونية على المسؤولين في نظام تل ابيب السياسيين والعسكر، وكذلك في نظام ادارة دونالد ترامب في البيت الأبيض في واشنطن، ويعلمون ايضا ان الرشوة التي سيتلقونها لقاء ذلك لن تكون اقل من تثبيت انفصالهم ومساعدتهم في تهيئة الظروف لإدامة سيطرتهم على قطاع غزة، والسماح لهم بفتح بعض النوافذ على بعض الجهات في العالم.
لا يحتاج قادة الاخوان المسلمين فرع فلسطين (حماس) إلى تنظيم مظاهرات ضد الرئيس أبو مازن اثناء إلقاء خطابه من على منبر الأمم المتحدة يوم الخميس المقبل، فخيانة المصالح العليا للشعب الفلسطيني وخروجهم على القيم الوطنية وأعراف وقوانين حركات التحرر الوطنية بات العلامة الفارقة التي ميزوا بها جماعتهم، ودمغوا عقول منتسبيهم بها، وبذلك يجسد مشايخ وامراء (جماعة حماس) المقولة المشهورة للقائد الشهيد صلاح خلف ابو اياد: "ما أخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر!!"..لكنهم يحتاجون الى إشهارها وتشريعها، مثلها مثل جريمة الانقلاب الدموي، والانفصال الذي بدأت ذراه تنكشف بعد انقشاع ضباب الهدنة التي كانت تنادي بها حماس مع دولة الاحتلال (اسرائيل).
يركضون في مسار العداء لحركة التحرر الوطنية وقائدها، لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها، لمبادئ وأهداف الشعب الفلسطينية ورئيسه المنتخب أبو مازن، وكأنهم في سباق مع حكام نظام تل ابيب العنصري الذين قالوا عنه: "إنه اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل ".
سيحول قادة حماس جماهير (مسيرات العودة) المحمولة على حق العودة – رغم تقزيمهم لهذا الحق وتسخيفه إلى حد المطالبة بكسر الحصار وضمان حرية حركتهم فقط - من مسيرات اتجهت بإرادة وبصيرة الجماهير نحو تصادم سلمي مع جيش الاحتلال الاسرائيلي حولوه فيما بعد إلى دموي لغايات في نفوسهم، إلى مظاهرات معادية للرئيس أبو مازن الذي سيبلغ العالم في اركانه الأربعة رسالة الشعب الفلسطيني، رسالة القدس، رسالة السلام القائم على حق شعب فلسطين بأرضه ووطنه وانجاز استقلاله الوطني بدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مدينة المقدسات، رسالة تأكيد جديدة بأن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لا يسقط بالتقادم، وأن قوة على الأرض تكون قادرة على إنكار هذا الحق لم تخلق بعد!.
قدر الوطنيين الفلسطينيين كان دائما المواجهة على عدة جبهات أخطرها الداخلية، أما الخارجية فقد كانت صعبة ومعقدة، لكن أمكن تحقيق إنجازات وانتصارات وتحديدا في المعارك السياسية، بسبب مساندة شعوب ودول وحكومات ومنظمات وأحزاب عريقة في مجال الكفاح والنضال، والايمان بمبادئ العدل والحرية وحقوق الانسان، والالتزام بالقانون الدولي، اما على صعيد الجبهة الداخلية فقد كان قدرنا مواجهة خصوم اتخذونا بمثابة عدو، وجعلوا منا هدفا، وكرسوا كل طاقاتهم في حملاتهم السياسية والاعلامية وحتى العنفية الدموية، لكن كل ذلك يسهل امام قدرتهم على المخادعة وامتلاك ناصية مشاعر وعواطف نسبة لا بأس بها من الجماهير، وعملوا على افراغ مبادئ الأخوة والعلاقة المصيرية بين أفراد الشعب وحتى العائلة الواحدة، وصبوا مكانها مفاهيم وتعاميم العدائية والكراهية والأحقاد، بعد أن اطفأوا أنوار العقلانية والتفكير، واستغلوا ظلمة الأحداث لتبديل مصادر طاقة الثقافة والتربية الوطنية، بمفاعلات تجهيل يسيطر مشايخهم الملتزمون تاريخيا بالولاء والانتماء للجماعة، ويكفرون بمبدأ الالتزام والانتماء للوطن والثقافة الوطنية والانسانية حتى !!... فأمثال هؤلاء لم يأت الحوار معهم بنتيجة تعزز المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وإنما على العكس كانوا دائما عامل هدم لأي ركيزة ترفعها القيادة الوطنية، ويرفعها الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على قاعدة الدولة المستقلة، لذا لا نستغرب تساوق حملتهم وتزامنها مع حملة ادارة ترامب ونظام نتنياهو الاحلالي الاستعماري العنصري، لكن الذي يدعو للدهشة هو قدرتهم على اقناع منتسبيهم وانصارهم على اعتبار الغدر شجاعة، والخيانة وجهة نظر.