جودو وجمباز اسرائيل في ألف وباء المبادرة العربية
بقلم: موفق مطر
من كان يتخيل هذا الواقع، حيث القيادة الفلسطينية تحقق الاختراقات في جبهة دولة الاحتلال الاسرائيلي الممتدة من اوروبا حتى اقاصي قارات الأرض، وتنجز انتصارات سياسية قانونية دبلوماسية لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي هي القضية المركزية للأمة العربية، وفي الاتجاه المعاكس نرى دولة الاحتلال الاسرائيلي تحق اختراقات عميقة ( تطبيعية ) في عمقنا العربي الاستراتيجي، وتحقق انجازات لصالح ادعاء ومقولة رئيس حكومة ائتلاف التطرف والارهاب العنصري نتنياهو وجوهرها ( اسرائيل والعرب في جبهة واحدة ضد ايران ) !!.
ندرك جيدا ان للدول العربية وحكوماتها سياساتها ومصالحها، وهذا شأن لانتدخل به، لكننا هنا نذكر الأشقاء العرب بالمبادرة العربية التي وقعوا عليها في مؤتمر القمة العادية الرابعة عشرة في بيروت من العام 2002، والتي نصت على مايلي : " وفي إطار تبني المجلس للمبادرة السعودية كمبادرة سلام عربية يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الإستراتيجي أيضا.
- كما يطالبها القيام بما يلي:
أ - الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان.
ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية
- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:
أ - اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
ما نعلمه ان فيضان وسيل نتنياهو العارم لم يستطع جرف المبادرة العربية في مؤتمر القمة الذي انعقد بجوار البحر الميت في المملكة الاردنية الهاشمية في اواخر مارس آذار العام الماضي، لأن الصخرة الفلسطينية العملاقة التي تحمل اسم محمود عباس ابو مازن كانت بمثابة السد المنيع، ليس في مواجهة الغائها او احتسابها وكأنها لم تكن وحسب، بل في مواجهة سبل تطبيقها حيث عمل نتنياهو على الفوز بالبندين ( أ ) و( ب) المذكورين اعلاه تحت عنوان (عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي ) وتطبيق المبادرة العربية من الآخر الى الآخر فقط.
كان الرئيس محمود عباس ابو مازن قد ادرك ما يرمي اليه نتنياهو، فسارع الى تنبيه الأشقاء العرب الى مخاطر سياسة حكومة الاحتلال السائرة باتجاه قبول تطبيق المبادرة العربية من ( الياء الى الياء ) بعد ضمان حصوله على البندين ( الف وباء ) منها أي اعتبار النزاع العربي الاسرائيلي منتهيا وإنشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل..حتى ان نتنياهو قد راهن على ( فتوحات اسرائيل ) في دول عربية كأعظم انجاز سياسي تشهده اسرائيل منذ انشائها قبل سبعين عاما. مايعني نجاح دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني اسرائيل بتطويق الانجازات والانتصارات القانونية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتحقيقها تقدما ملموسا في قطعنا من شجرتنا العربية على الصعيد الجماهيري الشعبي، بعد تحقيق هذا الهدف على المستوى الرسمي.
نعرف تماما ان علاقات رسمية منها ماكان تحت الطاولة وبعضها على الطاولة في مخالفة واضحة لقرارات قمة بيروت 2002 وعلى عينك يا تاجر، لكن المؤلم اليوم، ولا نبالغ ان قلنا مصيبة، رؤية منتخبات رياضية اسرائيلية تستعرض أمام جماهير الملاعب في بلدان عربية رافعة علم دولة الاحتلال، والأشد ايلاما وقوف هذه الجماهير وهي تستمع لصوت موسيقى نشيد دولة الاحتلال اسرائيل التي تحتل اولى القبلتين وثالث الحرمين.
ولأشقائنا جماهير ملاعب البطولة العالمية في الجودو والجمباز اليكم كلمات النشيد الاستعماري الاحتلالي العنصري الارهابي الاسرائيلي الذي تنصتون اليه بلا حراك وانتم تستمعون الى موسيقاه في ظل اعرض ابتسامة على وجه المتطرفة ميري ريغيف وزيرة الثقافة والشباب في الدولة التي تعمل على تدمير ثقافة شباب فلسطين وتبديد آماله في الحرية والاستقلال والسلام أيضا.
قد تسمعون فريقا منهم لايخلو من جنود قتلوا اطفالا وشبانا فلسطينيين يرددون التالي على اسماعكم، وربما تتمنون لو اصابها وقر قبل بلوغها آذانكم..ستسمعون منهم مايلي:" طالما تكمن في القلب نفس يهودية...تتوق للأمام، نحو الشرق أملنا لم يصنع.... حلم ألف عام على أرضنا..... أرض صهيون وأورشليم..... ليرتعد من هو عدو لنا.... ليرتعد كل سكان كنعان- ليرتعد سكان (بابل ).. ليخيم على سمائهم الذعر والرعب حين نغرس رماحنا في صدورهم... ونرى دماءهم التي أريقت
ورؤوسهم المقطوعة.. وعندئذ شعب الله المختار إلى حيث أراد الله.
ابشروا يا اخوتنا ( فداعش اليهودية ) قد وصلت الى عقر داركم ولكن برايتها الزرقاء، مادمتم ستستمتعون بصورة الرماح المغروزة في صدور سلالة كنعان وبصورة الرؤوس المقطوعة!!.
كلنا مسؤولون عن حدوث هذه الثغرات الواسعة في جدار عمقنا الاستراتيجي العربي، اتحادات ومنظمات شعبية ونقابات فلسطينية والموازي لها لدى الأشقاء العرب، ما يحدث ليس منطقيا ابدا، فالأشقاء يستقبلون المحتلين المستعمرين بحجة مشاركتهم في بطولات عالمية، فيما ابطال العالم في وزن الضمير والأخلاق وقيم الحرية وحقوق الانسان يوجهون اليهم ضربات قاضية ولنا في حركة المقاطعة العالميةBDS) ) مثال ياعرب.. واياكم ان تأخذكم شقلبات نتنياهو وميري ريغيف في الجمباز والجودو فينالون الميداليات الذهبية، فيما تحصدون في النهائيات التنك.