" الشهيد الرائد بسام شحرور"
عيسى عبد الحفيظ
مناضل من أسرة مناضلة، والده شريف شحرور مناضل في ثورة 1936، كان من أعمدتها واستمر في نضاله حتى التحق بحركة فتح وساهم في تشكيل الخلايا السرية حتى تم اعتقاله عام 1967 بتهمة تجنيد مقاتلين في فلسطين التاريخية عام 1948 وحُكم عليه بست سنوات قضى منها ثلاث سنوات متنقلاً بين سجون طولكرم ونابلس وعسقلان وبئر السبع.
بعد مرور ثلاث سنوات تم ابعاده إلى الأردن مع عدة أشخاص آخرين حيث تم ترحليهم إلى صحراء وادي عربه.
قامت سلطات الاحتلال بعد اعتقاله مباشرة بتدمير بيته في طولكرم عام 1967 والذي كان ملجأ ومأوى للفدائيين. كان شقيقه شوقي شحرور والذي لم يبلغ سن الرشد بعد قد تم اعتقاله وحُكم عليه بالسجن الفعلي بسبعة مؤبدات قضى منها 18 عاماً ثم تم ابعاده إلى الأردن.
في هذه الأسرة المناضلة شب بسام شحرور وأنهى دراسته الابتدائية في طولكرم ثم انتقلت الأسرة إلى عمان للالتحاق بوالدهم وأنهى دراسته الإعدادية في مدرسة كلية الحسين ثم في ثانوية الأمير حسن ليكمل دراسته الثانوية.
غادر الشهيد بسام الأردن إلى الجزائر عام 1976 ضمن البعثة التي كانت الجزائر تخصصها للطلبة الفلسطينيين ونشط في الاتحاد العام لطلبة فلسطين وفي الإطار التنظيمي لحركة فتح، أنهى دراسة هندسة الطبوغرافيا ثم حصل على الماجستير.
التحق بصفوف الثورة مقاتلاً عن الوجود الفلسطيني في لبنان عام 1978 عندما شن الجيش الاسرائيلي عدوانه على الثورة والحركة الوطنية في لبنان والتي سميت حرب الجنوب حيث أقام بعدها ما سمي بالسياج الأمني بقيادة العميل سعد حداد وشكل ما عرف بجيش لبنان الجنوبي الذي تم تدريبه وتسليحه ودفع رواتبه من وزارة الدفاع الاسرائيلية مباشرة.
غادر الشهيد بسام إلى بيروت عام 1981 وتفرغ في حركة فتح حيث عمل في مقر العمليات المركزية تحت أمرة القائد الشهيد سعد صايل أبو الوليد. غادر إلى تونس بعد خروج الثورة من بيروت ملتحقاً برئاسة الأركان مديراً لمكتب الشهيد أبو المعتصم.
تزوج بالأخت منيرة المسرحية المعروفة ورزق منها بطفل كان عمره عند استشهاد والده ثلاثة أشهر فقط.
صباح يوم الثلاثاء وفي فاتح أكتوبر عام 1985، حلقت الغربان السوداء في سماء حمام الشط وألقت بحممها فوق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وتحديداً فوق مقرات القائد العام والعمليات المركزية فاستشهد بسام مع رفاقه وتم نقل جثمانه إلى عمان ملفوفاً بالعلم الفلسطيني حيث شاركت جماهيرنا الفلسطينية في تشييع الشهداء وكان الشهيد أبو جهاد على رأس المشيعين وسماحة الشيخ عبد الحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني.