(لوبي فلسطيني) عالمي من نوع آخر
موفق مطر
ماذا لو شكلنا مركز ضغط فلسطينيا موحدا في اوروبا والأميركتين الشمالية والجنوبية وافريقيا واستراليا يكون بمثابة نواة للوبي عربي، ومحور لحركة الجاليات العربية على رأسها الفلسطينية باتجاه خدمة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، والضغط لتأمين المصالح السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية وحتى الثقافية للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية، اينما وجدت قضية تستحق تركيز جهود الضغط للانتصار لها.
قد لا نملك ادوات ضغط كالتي تملكها اللوبيات اليهودي والصهيونية في الدول المؤثرة في صراعنا مع الاحتلال، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار امتلاكها لأهم ثقلين وهما المال والاعلام والنفوذ الخارق في اجهزة امن دول كبرى وصغرى حتى، لكننا نستطيع اذا وحدنا قدرات وامكانيات الجاليات الفلسطينية أولا والعربية حولها ووظفناها لحث اعضاء برلمانات واتحادات شخصيات اعتبارية وصناع قرار للتاثير على حكومات بلادهم لاتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة باتجاه تحقيق العدل والانتصار للحق الفلسطيني، ودفعها لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والضغط على دولة الاحتلال واجبارها على الانصياع للقانون الدولي.
تملك الجاليات الفلسطينية والعربية من الامكانيات المادية والمعرفية والقدرات البشرية ما يمكنها من تحقيق هذا الأمر على المديين القصير والبعيد عبر توظيف رؤوس الأموال والاستثمارات والخبرات، والاستفادة من حرية وسائل الاعلام والتعبير عبر النشاطات الثقافية قبل السياسية، فنحن نحتاج الى عقول المؤثرين في صنع القرار بالتوازي مع حاجتنا الى ثقلهم الضاغط، واقتناعهم بالمصالح المشتركة.
نستطيع الحركة في كل بلد يضمن قانونها الحرية للمواطنين الأصليين وكذلك حاملي الجنسيات بعض النظر عن جنسياتهم الأصلية أوعقائدهم، وبامكاننا تعزيز ثقافة الانتماء للاحزاب الكبرى المنافسة في الانتخابات للوصول مراتب قيادية، واستثمار الأصوات الانتخابية في دعم سياسات خارجية مؤيدة ومساندة ومؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته الفلسطينية، فالصوت الانتخابي في العملية الديمقراطية لايقل تأثيره عن المال والابداعات الثقافية، وتاثير الخبر والصورة والتقرير والمقال التحليل في الاعلام.
نحتاج الى ادمغة عارفة ومجربة للعقل الأوروبي والأميركي، وتعي جيدا كيفية محاكاة عقائد وثقافات ومفاهيم المجتمعات التي نفكر بانشاء لوبيات فلسطينية او عربية فيها، وهذا ليس صعبا ونعتقد بامكانية تأطير وتنظيم هذه الأدمغة المؤمنة بانتمائها الانسانية أولا، وبقضايا التحرر الوطنية، وبحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال والسيادة.. ونشدد على موضوع الانتماء للانسانية كعامل مهم لتأصيل وتجذير فكرة الانتصار والتأييد للحق، ووقايتها من متغيرات سياسة.. فاي لوبي يعمل على الدفع باتجاه سياسات قرارات حكومية وتحقيق مصالح آنية ودائمة قدر الامكان، وهذا منطق معقول بالنسبة لنا، لكن حاجتنا الى لوبي فلسطيني وعربي عالمي يعمل على جعل المصالح جزء وليس كل منظومة العلاقة الانسانية والمبادىء القائمة على احترام الحقوق، وتطبيق منهج العدل، وهذا سيجعل من اللوبي الفلسطيني، لوبي اخلاقي جديد مختلف كليا عن صورة مراكز الضغط (اللوبيات) اليهودية والصهيونية التي عملت على تحقيق مصالح اسرائيل الاحتلالية الاستعمارية العنصرية على حساب مصالح شعوب الدول ومبادئها وقيمها واخلاقياتها وثقافتها خاصة اذا اقنعنا مجتمعات العالم بحجم الأخطار والكوارث والحروب التي تسببت بها اللوبيات اليهودية المتطرفة والصهيونية، وكذلك تضرر مصالح بلادهم في العالم.. فهذا التمايز مطلوب بالدرجة الأولى لأن القضية الفلسطينية ليست كأي قضية في العالم، وانما لأن حلها يحقق الاستقرار والسلام في اهم منطقة حضارية في العالم.