زياد... أعطى الأرض عمره
موفق مطر
عاشق الأرض المقدسة، شجرة زيتون فلسطينية اصلها ثابت في الأرض وفرعها ينير السماء بالحق السلام، روح فلسطينية نفخت في طينة فدائي ، ليبشر بالحرية هو أنت أخي أبو طارق زياد أبو عين.
آمنت يا أخي بالشعب الذي سيحمل بعد نزف الجراح المنجلي.. فصرت كالهاديات نجما في السماء، لأهل ارض آدم الفلسطيني الأول والآخر عليها، أرض المهد والأقصى، والأرض التي يلتقي على نية السلام فيها اهل الدنيا من اركانها الأربعة .
بعد الف وخمسمئة يوم الا اربع عشرات منها ما زالت روحك يا زياد تخرق الجاذبية، تصعد وقتما تشاء وتأتينا كلما شئنا ..
نرى ببصيرة روحك الوطن من مقعد في الفردوس مرصع بأنقى الاسماء، مقعد منحوت من خشب زيتونة نحت آدم اسم حبيبته على تاجه.
التحقت بالقائد الرمز بالرئيس الشهيد بالختيار ابو عمار، والتقيت في الخلود مع الصامت حتى الاستشهاد الخليل الوزير ابو جهاد، وعانقت قائد الجهر بالحق الصلاح ابو اياد، اراك وسمعتك قد همست في اذنه أن التضحية من اجل شجر البرتقال في يافا وشجر الزيتون في ترمسعيا لم تعد وجهة نظر.
نراك يا زياد في الصبح وعند الغسق وعندما تتلألأ النجوم على رأس شعب من الشهداء، رسائله الينا شهب، وصلتنا عند بوابات الأقصى وعند كنيسة القيامة في القدس وبوابتيهما في الخان الأحمر، وتصلنا كل يوم في كفر قدوم، ونعلين وبلعين والنبي صالح، وبيت لحم والبلدة القديمة في الخليل، في غزة، والنقب والجليل، في نابلس وطولكرم والناصرة وطوباس، وقلقيلية واريحا وجنين والجبال والسهول وفي الاغوار.
نعتقد يا ابو طارق ان الشهداء يرون الوطن بلا حدود .. فهل ترانا على يقين؟!! .. نحن كذلك يا أخي، وإلا كيف نراكم في حبات رمله وهوائه وفي كل قطرة نقية من ينابيعه وبحره ، اذن انتم في الجنة شهداء ونحن فيها احياء.
رسم زياد الوطن بصورة صبية فلسطينية بلون الزعتر البري عيونها اللوزية، كلون القمح بشرتها عخدودها قطفة شقائق النعمان، ضفايرها مثل جذور التين والزيتون والسنديان، عاشقة تصلي وتسبح لربها، والرب اعطاها كل النعم والجمال، معطرة بماء ورد جوري، تغني نشيد السلام فدائي، فلسطين داري يا ارض الجدود.
تسألنا روح زياد كل يوم عن شجرة الزيتون المقدسية، هل ما زالت جذورها الطيبة في القدس حية وفرعها ينير السماء؟ فنجيب وباليقين نم قرير العين ابو طارق فقد احرقنا اشرعة سفن الانكسار والانسحاب وأنت كما تعلم قررنا ان نقاوم، وها نحن على عهدنا بالوفاء للقسم. فشبابنا يا زياد كما عهدتهم في يمينهم حجر وفي يسارهم كتاب.
ابو طارق اسمك فلسطيني في ترمسعيا صار جبل، فهل اخبرك واحد من احرار العالم الذين معك في دنيا الخلود ان عدوهم قد استطاع جرف جبل؟! حتما لا .. فالغزاة مصيرهم العودة الى جحيم ولو بعد حين.
اخي زياد، انت هناك وروحك هنا، ظلك يمتد على ارضك.. أرضنا فسلام يا اخي سلام.
سلام عليك فاسمك حبات تراب هالوطن أغنى وأغلى من الماس والذهب.
سلام عليك اخي زياد وسلام على كل من كان فدائيا مناضلا فصار وزيرا وأعطى الأرض عمره فأصبح بطلا.