يحدث في غزة.. عقد قران الشبيح على الضالتين!!
موفق مطر
هل ظن واحد في هذا العالم ان وحيا قد نزل على أمير الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى (حماس) في الليلة الفاصلة ما بين عامي 2018 و2019 وقرأ عليه آية الوطنية؟!!
ليس رئيس حماس ولا مشايخها ولا امراؤها من الذين يوحى اليهم، لأن الموحى اليه يجب ان يتمتع بقلب سليم وعقلانية وحكمة، والتبصر، والرؤية البعيدة المدى، وصدق ووفاء وأمانة والأهم من كل ذلك ضمير يميز بين الحق والباطل، فكيف اذا كان الذين يدّعون مع مطلع كل يوم ان "حماس قدر الله على الأرض" مستكبرون، ظالمون، كاذبون كذابون، يكذبون على الله والناس، يخونون ويكفرون المؤمنين والوطنيين.
قمع (المتطرفون الصهاينة) الفلسطينيين الوطنيين في القدس من الاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وقمع توأمهم في قطاع غزة (الاخوان الاسلامويون) الفلسطينيين الوطنيين ايضا، وكلمة السر بينهما وهدفهما معا (الوطني الفلسطيني) الذي يشقيان معا ويعملان في الليل والنهار وينسقان لابتكار أساليب وأدوات قهر تبقيه– حسب ظنيهما- خاضعا ذليلا بلا حركة ولا حرية ولا تحرير.
نحن مطمئنون، ونعتبر كل رصاصة يوجهانها الى صدر (الوطني الفلسطيني) و(الوطنية الفلسطينية) وكل ضربة عصا او من حذاء عسكري في جيشيهما، وكل تهمة يبررون من وراء اطلاقها عدائيتهم المطلقة، وكراهيتهم، وساديتهم، وشذوذهم السياسي وساما وشهادة على أننا في الطريق الصحيح.
تبين لنا الخيط السود من الأبيض في الليلة الفاصلة، وشهدنا صورة تحالف ثلاثي بين (ضال شديد بأس وقزمين ضالين) لا حول ولا قوة لهما الا بما يحقن في وريديهما من (سيولة الأخضر الحرام).
لا ينطق الرئيس محمود عباس عن هوى، وانما يخبرنا، ينبئنا بالمخبوء من المؤامرة علينا، ويبينها لنا بالحقائق والوقائع والمعلومات والوثائق، وكلنا نذكر كيف كشف في خطابه الشهير قبل سنوات تحالف (الضال دحلان) مع (مجمع الضلالة حماس) وفق خطة (شديد العدوانية اسرائيل).
مفيد جدا التذكير بما أعلنه الرئيس ابو مازن قبل حوالي خمس سنوات وتحديدا في 12 شهر آذار من العام 2014 في خطابه الشهير أمام المجلس الثوري الذي اذيع لاحقا عبر تلفزيون فلسطين للشعب الفلسطيني، حيث قال: "الدحلان كما تعرفون حقق معه الطيب عبد الرحيم، وحكم بلعاوي، والسبب الثابت في التحقيق أنه كان متفاهما مع حماس، على العمل معا، وكان الوسيط بينهما ابن نزار ريان، القيادي في حماس ولكن قبل الانقلاب بشهر بعثت (حماس) رسالة له، وقالوا لسنا بحاجة لك، اخرج أنت وجماعتك ونحن نتدبر الأمر، فخرج هو وجماعته، وحدث الانقلاب".
الرئيس عباس قال في ذلك الخطاب الوثيقة التاريخية: "هذه المعلومات نتيجة تحقيق"، ثم تابع فقال "تم تشكيل لجنة تحقيق أخرى برئاسة حكم بلعاوي وتوصلت إلى نفس النتيجة وعندما أجرى التحقيق عزام الأحمد وأنهاه، كانت النتيجة أن هناك 6 قتلوا بإيعاز من دحلان، هم: محمد أبو شعبان، وأسعد صفطاوي، قتلا عندما كانت القيادة بالخارج، وكل إخواننا في تونس وهم من القطاع يعرفون هذه القصة، وكادت تكون فتنة بين أبناء القطاع، احتواها أبو عمار، وقال لا نريد فتنة في تونس. ثم بعد ذلك قتل كل من: هشام مكي، وخليل الزبن، ونعيم أبو سيف، وخالد محمود شحدة، وهو شرطي".
الضالون الحمساويون والخارجون عن الصف الوطني الذين خرجوا بمظاهرات مسلحة ضد الرئيس الشهيد قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات في قطاع غزة، وهددوا بازاحته عن موقع القيادة بالقوة ليس مستغربا اتفاقهم الأحدث على قمع (الوطنيين الفلسطينيين) ومنعهم من ايقاد شعلة العام الرابع والخمسين من عمر الثورة الفلسطينية والاحتفال بانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، فتحالفهم قديم متجدد، وتآمرهم لضرب المصالح العليا للشعب الفلسطيني وطعن المشروع الوطني الفلسطيني عن سابق تصميم وترصد، وتكريس الانقسام جهويا وتحويله الى انفصال، وانشاء دويلة فلسطينية في قطاع غزة كما يتسرب من صفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورفع المؤامرة على مقولات سامة قاتلة للوحدة الوطنية مثل: (الشعب الغزي)، ضفاوي وغزاوي، والترويج لفرية وكذبة التمييز القائمة في سياسة القيادة والحكومة بين المواطنين في غزة والضفة.
ما يحدث في غزة ليس مفاجئا الا للذين لا يريدون رؤية الحقيقة، الا للذين يمنعون ذاكرتهم من حفظ كل متفوق ومتقدم على مصالحهم الشخصية، ما يحدث في غزة (خيانة علنية) ومحاولة لشرعنة تجارة (البغاء السياسي) وعقد قران (شبيح) المنطقة والشرق الأوسط (اسرائيل) على ضالتين، الكبرى مريضة بالعقم الوطني، شهيرة بتقلباتها الدموية تدعى (حماس) وعلى شقيقتها الأصغر (الجماعة الخارجة عن الصف الوطني) المريضة بداء الجوسسة والشهيرة باغتيال من يعارضها، والبارعة بشفط المال العام.. أما دونالد ترامب صاحب التوقيع الشهير، فلا عجب ان يكون هو ذاته كاتب العقد ومانح البركة والمهر المعجل والمعجل فقط من بيت مال العرب والمسلمين!.