حماس وغزوتها ضد الإنطلاقة
بقلم: حافظ البرغوثي
تمارس سلطة حماس منذ اسابيع عملية مبرمجة لقمع عناصر وكوادر فتح دون مبرر يمكن تسميتها بغزوة إطفاء الإنطلاقة والتلفزيون، لأن فتح صاحبة وحامية المشروع الوطني الفلسطيني تريد الإحتفال بذكرى إنطلاقة الثورة، وهي مناسبة وطنية للشعب الفلسطيني وليست مناسبة حزبية كإحتفالات حماس.
القمع الذي تمارسه سلطة حماس على المناضلين لا يختلف عما كان الاحتلال يقوم به في هذه المناسبة من ملاحقة واحتجاز للنشطاء لمنع شعبنا من احياء ذكرى ثورته المباركة.
ولعل حركة حماس وقد ضمنت هدوء العلاقة مع الاحتلال مقابل اموال قطر واخذت تعهدات بأنها ضمن مشروع دولة غزة الذي وضعه كبير الدجالين كوشنير بدأت تؤدي دورها في المخطط التآمري من حيث سد الطريق امام أية مصالحة.
وهي الآن وقد ركبت رأسها الحزبي وجهت عناصرها لإقتحام مقر التلفزيون وتدميره بينما كنا منذ اسابيع نتضامن معها عندما دمر الاحتلال مقر قناة الاقصى وبينما كانت الدبلوماسية الفلسطيية تجتهد في الأمم المتحدة لإجهاض مشروع قرار امريكي لإدانة حماس.
فهؤلاء الجاحدون لن يتراجعوا عن مؤامرتهم ضد المشروع الفلسطيني لأن هدفهم إحباط المشروع الوطني لصالح مشروعهم الحزبي.
فبعد عقود من الزلزلة والبيانات الصداحة والابواق المجحفلة نكتشف زيف كل ذلك الذي تقلص الى مجرد بسط سيطرة حماس على غزة مقابل هدوء واموال ووعد بإمارة.
فالسقف العالي تراجع الى مستوى البحر الميت ولن تحييه التنازلات ولا ملاحقة المناضلين ولا تفخيخ مسيرة المصالحة.
عرفنا سقف حماس سياسيا وهو كسقف خليفة وسلطان بغداد واهل بغداد عندما احتل الفرنجة بيت المقدس وتوجه قضاة دمشق والقدس الى بغداد طالبين النجدة، فاجابهم الخليفة أن لا حول له ولا قوة وان الجيش بيد السلطان الأعجمي وتوجهوا اليه وكان لا يعرف العربية فأصابهم اليأس فتوجهوا لمخاطبة الناس في الجامع الكبير يوم الجمعة من رمضان.
وقف قاضي قضاة دمشق خطيبا داعيا للجهاد لكنه لم يجد اي رد فعل من الناس فتناول ابريق ماء وتظاهر بالشرب فقامت قيامة المصلين وصرخوا فيه أو تفطر على المنبر في رمضان! فقال الآن، عرفت حدود دينكم. فوضع الإبريق ونزل وقفل عائدا مع وفده الى دمشق .الآن عرفنا سقف مشروع حماس مجرد امارة في غزة .