جلعاد أردان وحماس (الاخوان)!
موفق مطر
صار للارهاب عندهم كتاب ومنهج، ويحرص وزراء ونواب على ألا تفوتهم ممارسة طقوس شريعة الارهاب التي خطوها لأنفسهم ورفعوها على قوانين.
هذا حال وزراء ونواب في حكومة وكنيست دولة الاحتلال، أما جلعاد اردان وزير الأمن الداخلي في حكومة نتنياهو فهو أحدث نموذج رسمي في حكومة نتنياهو، فبدا وكأنه في سباق مع النائب العنصري في الكنيست اورن حزان.. فهذا دعا علنا الى قتل رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، أما أردان فانه بدعوته حكومة نتنياهو الى منع عودة الرئيس ابو مازن الى أرض وطنه فلسطين فانه في الحقيقة يوجه حكومة المستوطنين الى نسف ما تبقى من ركائز عملية السلام، واعلان تمرد اسرائيل على القانون الدولي وخروجها على الشرعية ومواثيق الأمم المتحدة، وحسبانها كأنها لم تكن، وصب الزيت على نار مشتعلة منذ عقود قدح شرارتها الأولى الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة من رفح حتى جنين.
هؤلاء الارهابيون وتوابعهم الصغار مشايخ وامراء حماس الذين يستميتون لنزع الشرعية عن الرئيس ابو مازن ما تخيلوا يوما وقوف الرئيس أبو مازن رئيسا لأكبر مجموعة دولية تضم 134 دولة، ولم يخطر ببالهم ولو للحظة ان يملك الرئيس محمود عباس القدرة على نزع القناع عن وجه دولة الاحتلال (اسرائيل) وكشف حجم الطبيعة العنصرية الارهابية لمنظومة الاحتلال والاستيطان الحاكمة تل ابيب، وربما ظن هؤلاء في توجه الرئيس الانسان نحو السلام ورأوه ضعفا حتى فاجأهم بلاءات كبرى وصلبة وقوية في وجه الاستعماري البلفوري الجديد المستكبر دونالد ترامب، عندما واجهه بلاءات بحجم فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل، لاءات مستمدة من صلابة وقوة ارادة الشعب الفلسطيني وايمانه بحقوقه الثابتة والخالدة والتاريخية والطبيعة في وطنه فلسطين.
الارهابي اردان ومن قبله حزان ومعهما الشيخان والأميران في (الاخوان) احمد بحر ومحمود الزهار وغيرهم الكثير يظنون بقدرتهم على منع الرئيس من العودة الى الوطن، وظنهم هذا صحيح، لأنهم لا يعلمون ان الوطن في قلب كل منا، واننا نؤمن بالرئيس ابو مازن لأن فلسطين في قلبه، فالوطن لا نخرج منه ولا يخرج منا مهما بلغنا ووصلنا من جهات الأرض، يظنون أن اغتيال الرئيس او نزع الشرعية عنه او ابعاده عن الوطن سيصيب فلسطين في مقتل، وكأنهم لم يستخلصوا العبر، فنتائج جرائمهم التي طبعوها بسمات همجية اثناء عملياتهم لقتل قادة الثورة الفلسطينية، واغتيال رمز وكفاح الشعب الفلسطيني ياسر عرفات جاءت على عكس ما خططوا له، فالجماهير تتقمص ارواح قياداتها الوطنية، وتبدع في تقديم نماذج قيادية خلاقة.
لم يعد خافيا على واحد من المتابعين والباحثين عمق الشراكة والعلاقة المصيرية بين ارهابيين محتلين ومستوطنين وزراء ونواب اسرائيليين، وبين (نوائب) حماس العاكفون على تشويه وتزوير صورة الفلسطيني الحقيقية، فالكل في هذه الجبهة المعادية للوطنية الفلسطينية يشتغلون ويخططون ويستعينون بجماعات وقوى اقليمية ويستخدمون اقذر الوسائل، تمكنهم في النهاية من رؤية الرئيس أبو مازن مقتولا، وفي أحسن الأحوال محاصرا في مقر الرئاسة أو مبعداً.
قد يفعلها المحتلون نظرا لتحكمهم في مفاصل الأرض ومعابرها، لكن من قال إن جريمتهم هذه ستعبر مسار التاريخ دون علامة فلسطينية فارقة، ليس بمقدورهم تصور شكلها ومضمونها وأبعادها حتى، وبكل اختصار سيندمون.
أما الاخوانيون الانقلابيون في غزة فلا مجال للحديث عن فشلهم لأنهم اصلا خارجون على القانون ومطلوبون لمحكمة الشعب، لكن ما يفعلانه معا سيكون استفتاء شعبيا تاريخيا يؤكد لكل ذي عقل المعنى الحقيقي للشرعية الفلسطينية، وشروط استحقاقها، فالشرعية ليست ثوبا ينتزع ولا ريشا ينتف ولا جلدا يسلخ، وانما قلب بحجم وطن.