الحداد يليق بنتنياهو والعار يليق بالخونة
يحيى رباح
يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر كانون الثاني/ يناير 2019، تسلم الرئيس محمود عباس أبو مازن، رأس شرعيتنا الفلسطينية، رئاسة مجموعة الـ 77 والصين، وسط احتفال جميل مليء بالمعاني، كان بجانبه السيد غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور أعضاء المجموعة التي بلغ عددهم مئة واربعة وثلاثين عضوا.
أيها الفلسطينيون، يا أبناء الوطنية الفلسطينية الواحدة، يا أبناء النكبة الواحدة، يا ابناء الوجع الواحد، يا ابناء الوعد المقدس الواحد بقيام دولة فلسطين الواحدة في أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية التي لا قدس سواها، تذكروا هذا التاريخ، تذكروا هذا الحدث، انقشوه في تلافيف الذاكرة، وزينوه وشما جميلا على لحم قلوبكم، واهمسوا به في آذان اطفالكم الرضع مثلما تهمسون بالآذان حين يولدون، فهذا الحدث الكبير، تسلم رئيسنا رئاسة مجموعة كبرى، هي بشرى للفرح، واضاءة جديدة للأمل، وفرصة خارقة لإثبات المقدرة على الابداع والتميز، واثبات جديد بان السيرة الفلسطينية وجدت لتبقى، ووجدت لتنتصر، اما اعداؤها المتمثلون في الاحتلال الإسرائيلي فسوف يذهبون الى اقصى مسافات الاجتثاث .
الفرح يليق بشعبنا الذي يستحق انتصاراته الكبرى، وايامه المفعمة بالنضال المتعدد الاشكال والألوان والابعاد والتجليات، اما الحداد فهو يليق بنتنياهو، وائتلاف نتنياهو، وحلفاء نتنياهو، وساقطي نتنياهو من عبيد الانقسام، وساقطي التطبيع المجاني، والواقعين في حرائق الوهم التي اشعلها ترامب فاحترق بنارها الساقطون .
يا أيها الفلسطينيون، يا ابناء الوطنية الفلسطينية، النبع الأول الذي لا تفيض مياهه، تذكروا مجد البدايات، حين تعاهدتم على الوعد الأول، اخلاق ثورتكم المعاصرة قبل اربع وخمسين سنة، قال لكم المؤسسون، نحن لم ندعوكم الى نزهة، بل دعوناكم الى نضال صعب طويل، والى دروب الصبر العظيم، وتحمل ما تنوء تحته الجبال، دعوناكم لحضور فلسطين من الغياب، وانبثاق فلسطين من الموت، هكذا انتم، مهما كانت الصعوبات فيجب ان تتخطوها، ومهما تكن الهاويات العميقة فيجب ان تجتازوها، وسركم الذي يحميكم من كل شر هو اسم فلسطين، هوية، وعقيدة، وحلم، ووعد، ووجع، وفرح، ونور يشرق في اعماقكم، رغم كل التجهم والسواد، طوبى لكم.
فالله لا يضع اقداره الكبيرة الا على اكتاف من خلقوا ليتحملوها، ويوصلوها الى غاياتها المحتومة، وهي النصر، ونصرنا هو فجات من الضوء على طول الطريق .
الحداد يليق بنتنياهو الذي يستجمع كل قواه المنهارة لزجها في هذا العدوان المستمر، استيطان طالع من قلب الخرافة، وقوة عمياء نهايتها الهزيمة، وتشجيع المستوطنين والرقص في معابدهم المسكونة بالشيطان، وهدم البيوت، والانتقام من عائلات الشهداء، وما هي النتيجة، فلسطين تعلو تحضر بابهار، جاهزية اعلى، وصدق اعظم، واستعداد ليس له حدود، اما نتنياهو فالحداد يليق به، وكلما اوغل في جرائمه فالنهايات المفجعة تتلقفه، ولا راد لها، اما انتم يا جماعة حماس، انتم ترون باعينكم كيف ان تثبتكم بالانقسام اخرجكم من صفوف شعبكم، حرمكم من ان تكونوا جزءا من فرحته اوشعاعا من ضيائه، ها انتم، كومة من شر ومن رماد، لماذا اخترتم هكذا ان تكونوا جزءا من اللعنة، محرومين من الفرح.