الحقد الظلامي على الوطنية الفلسطينية
باسم برهوم
من يرى ما الذي فعلته فؤوس ومعاول وبلطات جماعات الحقد الظلامي بمقبرة شهداء الثورة الفلسطينية، شهداء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك، يدرك بكل بساطة أن الجذر المؤسس لهذه الحركات والتنظيمات، التي خرجت جميعها من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، هذا الجذر لايمكن إلا أن يكون صهيونيا. فكيف يمكن ان يدمر انسان مقابر شهداء ارتقوا بقنابل ورصاص صهيوني، ارتقوا من أجل تحرير فلسطين ومقدساتها بهذا الشكل البشع الحاقد ان لم يكن يثأر للصهيونية، فلا سبب يمكن ان يبرر تحطيم وتدمير قبور هؤلاء الشهداء وشواهدها سوى ان يكون انتقاما صهيونيا بالنيابة عنهم.
كيف يفكر انسان بتدمير قبر الشهيد خليل الوزير ابو جهاد، الذي اغتاله الموساد الاسرائيلي في تونس، لانه ارهقهم بعملياته العسكرية على امتداد اكثر من عقدين من الزمن؟ كيف يمكن ان يدمر وينبش قبر الشهيد سعد صايل ابو الوليد الذي كان قائد غرفة العمليات المركزية للثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام1982 ..؟؟ وقبر الشهيد ممدوح صيدم ابو صبري الذي قاد اول عملية ضد الاحتلال بعد حرب عام1967 في بيت فوريك قرب جنين وقتل خلالها العديد من الجنود الصهاينة؟
كيف يمكن ان يدمر الف واربعمائة قبر شهيد من شهداء الثورة الفلسطينية، التي وصفها الزعيم القومي العربي جمال عبد الناصر بانها انبل ظاهرة في الامة العربية، ثورة تحارب الصهيونية والاستعمار وتسعى لتحرير فلسطين؟ وبالمناسبة لم يكن التدمير هذا ناتجا عن قصف مدفعي وانما تم تدميرها وتحطيمها بالفؤوس والبلطات... اي حقد هذا؟
على اية حال، حركات الحقد والتكفير التي خرجت كلها من عباءة جماعة الاخوان المسلمين التي تربى اعضاؤها على هلوسات سيد قطب لتكفير المجتمع حتى المسلم فما بالك بغير المسلم.هؤلاء تربوا على الحقد لكل ماهو وطني وقومي، جماعة الاخوان عندما تأسست في نهاية عشرينيات القرن العشرين برعاية الاستعمار البريطاني، انما تأسست بهدف وأد النهضة العربية التي كان من الممكن ان تنقل الامة العربية لمصاف الامم المتقدمة.
العدو الرئيس لهذه الحركات هو كل وطني وقومي، وهو ما يفسر كل هذا الحقد الذي لم يوجه يوما ضد العدو المركزي للأمة الا وهو الصهيونية والاستعمار العالمي، وانما ضد الشقيق الوطني.
الرد على هؤلاء الظلاميين وداعميهم هو بإعادة قبور الشهداء بالطريقة التي تليق بهم بالتوازي مع اعادة بناء مخيم اليرموك الذي دمر عن بكرة ابيه.
مخيم اليرموك، الذي اعطى خيرة ابنائه للثورة الفلسطينية اليوم هو مدينة اشباح لا وجود فيه لبشر، لايمكن ان يترك لهذا المصير الاسود. نحن ندرك ان جرحه هو من جرح سوريا والشعب السوري، وان الجرح كله لا بد ان يلتئم فأن للمخيم الفلسطيني رمزية خاصة هي من تجعل من اعادة بنائه مهمة ملحة ولها اولوية.الى ان يعود الفلسطيني ونعيد رفات شهدائنا إلى ارض الوطن الى فلسطين.ومن الان وحتى يتحقق هذا الحلم علينا ان نحصن أجيالنا من الوقوع في احابيل الحاقدين التكفيريين اعداء الوطنية الفلسطينية، مهما حاولوا الاختباء خلف الدين وخلف اكاذيبهم بانهم هم المقاومة لأن كل شعاراتهم مخادعة، فالغاية بالنسبة لهم تبرر الوسيلة، وغايتهم ليس العدو الاستعماري بل كل الوطنيين والقوميين العرب.