"عندما نقيم الدولة الاسلامية"!!
بقلم: موفق مطر
انصح الذين يكمنون في الظل والعتمة ويتحينون الفرص لتجسيد عداواتهم وأحقادهم ومواقفهم المسبقة من الحركة الوطنية الفلسطينية، انصحهم بقراءة التقارير الصادرة من المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى جبهة النصرة في سوريا، وكل الجماعات المشابهة المستخدمة للدين كوسيلة للاستيلاء على السلطة حتى لو كان طريقها مرصوفا بجماجم المواطنين الأبرياء.
يبتدعون اسماء لجماعاتهم المسلحة ويروجونها بمصطلحات اسلامية، لكنهم في الحقيقة دكتاتوريون ارهابيون همجيون تتحكم بهم نزعة الشر الكامنة اصلا بهم، واطلقوها عندما سنحت لهم الفرصة تحت مسمى المعارضة، أما المعارضة كمفهوم وحق سياسي مشروع فهي منهم براء ابدا.
يستخدمون اساليب وأدوات لتعذيب المواطنين السوريين، لايصدق عاقل ان معارضا في الدنيا يستخدمها لبسط سيطرته، وفرض مفاهيمه على الجمهور، ولانستغرب افعالهم فلجرائمهم وهمجيتهم وعدائيتهم للآخر جذور نظرية بإمكان أي باحث عن حقيقتهم استكشافها فور مخالفتهم الرأي والموقف اثناء الحديث معهم، هذا ان لم يقرأها فيما يكتبون وينشرون في وسائل دعايتهم.
قبل حوالي خمسة واربعين عاما تعرضت للتهديد بقطع رأسي خلال نقاش جرى بيني وبين قريب لي انتمى الى جماعة الاخوان المسلمين في حماة في سوريا بعد تخليه عن سلوك الأشقياء وهو ما يصفه الأوائل بمقولة (عامل السبعة وذمتها) والسبب في التهديد اني كنت اطرح منطلقات حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وضرورة الحفاظ على كينونتها كحركة وطنية، تهدف لإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية للجميع، فيما كان ابن العم (الإخونجي) يريدنا تحويل حركتنا الى دينية (اسلاموية)، فسارع الى اتهامي بالكفر والردة بعد ان طرحت فكرة الدولة الديمقراطية العلمانية، دولة لكل مواطنيها، يكون فيها الدين لله والوطن للجميع، وهو ما طرحته الثورة الفلسطينية منذ السنوات الأولى لانطلاقتها .
وعندما سألت ابن عمي (الإخونجي) متى ستقطع رأسي قال حرفيا: "عندما نقيم الدولة الاسلامية"!!.
تحدث مشايخ وامراء حماس عن دولة اسلامية في فلسطين يعملون على تشكيل قواعدها في قطاع غزة حيث سيطروا عليه بانقلاب مسلح منذ حوالي 12 عاما، ولعل بحثا على محرك البحث (غوغل) سيكشف الحقائق بالأدلة والتصريحات والكتابات والشعارات، وتحديدا للذين ما زالوا يعتقدون ان جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس مختلفة، وسيدركون ان كل فروع الجماعة توائم خرجوا من رحم واحد رغم تنوع وتعدد مسمياتهم، وما الدراسات والتقارير العربية والأجنبية والدولية الصادرة عن مؤسسات متخصصة، التي أكدت انبثاق تنظيم القاعدة داعش عن جماعة الاخوان الا دليل دامغ على انبثاق الفروع من اصل شجرة جماعة الاخوان المسلمين التي انشأها المستعمرون البريطانيون منذ العام 1928 .
سيكون قد بلغ 22 عاما من كان عمره عشر سنوات، لكن عليه قبل نيل الشهادة الجامعية الأولى، نيل شهادة المعرفة الحقيقية والموثقة بأفعال وجرائم جماعة الاخوان فرع فلسطين (حماس) في قطاع غزة، التي نوجزها بتفجير المقرات الأمنية على من فيها، اطلاق الرصاص من مسافة الصفر على ركب أعضاء في حركة فتح واجهزة أمن فلسطينية، رمي خصومهم من اسطح الأبراج، والاعدام الميداني، ومنع سيارات الاسعاف من الوصول للجرحى أثناء الاشتباكات، والغدر بمن يلقي سلاحه بعد سماعه الوعود بالأمان والسلام، وتفجير عمارات وبيوت سكنية، بغرض الوصول الى اهدافهم، وكذلك تحويل مساجد الى اقبية تعذيب ومستودعات اسلحة، اما تداعيات ونتائج انقلابهم الدموي فان الأيام الحالية وما خلا قبلها شاهد حي على ابجدية العدائية للآخر التي يتم رفعها الى ذاكرة الفرد منذ اللحظة الأولى لاستدراج الطفل ابتداء من سن الرابعة وما فوق في الحلقات التي تعقد للتمويه في المساجد، ولعل حادثة الطفل الذي قال لوالده :" هذا علم اعدائنا " بعد ان وقع ناظره على راية لحركة فتح مرفوعة على مدخل متنزه كان مخصصا لجمعية خاصة بالأسرى المحررين على شاطئ السودانية في غزة، ولما استفسر الأب عن مصدر التعبئة الجريمة هذه أفاد الطفل ان الشيخ قالها لهم في حلقة القراءة في المسجد!!.
تسيطر (جماعة النصرة) وهي نسخة مستحدثة من تنظيم القاعدة على ادلب، وتسوق الى فروعها المسماة (امن العقاب) كل من يعترض سبيل مجرميها حتى ولو بالرأي، فيشبح، ويحشر في كاوتشوك اطار عجلة السيارة، ويجلد، ويقتل بتهمة الردة وتفريق صفوف المسلمين كما يدعون حسب افادة صحفي مبتدئ عمره تسعة عشر عاما نال نصيبا ومرورا على وسائل تعذيبهم والسبب مشادة كلامية مع امير منهم!!.
يعلم زملائي الصحفيون عدد مرات التهديد بالقتل التي وصلتني من حماس والاعتداءات المباشرة علي عندما كنت في غزة، وكل ذلك كان معروفا للجمهور لأني تحديتهم عبر وسائل الاعلام المسموعة ان يطلقوا الرصاص على جبهتي بدل اغتيالي غدرا في ممر مظلم أو في عتمة الليل، ولم استغرب حينما سمعت كلاما في التهديد والوعيد من جماعة الاخوان (حماس) في غزة بعد ثلاثين سنة تقريبا هو في الحقيقة نسخة مطابقة لأصل ما سمعته من قريبي الإخونجي من حيث المضمون طبعا !! أي تفجير رأسي برصاص حركة المقاومة الاسلامية حماس.