القمة العربية.. في انتظار الافعال
بقلم: باسم برهوم
قالت القمة العربية كلمتها وانتهت، وما قالته في القضايا الرئيسية هو كلام معقول وتضمن مواقف واضحة من القضية الفلسطينية وقضية الجولان وكافة الاراضي العربية المحتلة، فقد رفضت القمة اعلانات ترامب المنتهكة بشكل سافر للقانون والمواثيق الدولية بشأن القدس والجولان.
كما رفضت القمة كل اشكال التدخل في الشؤون الداخلية العربية، وهذا شيء مطلوب ويحتاج الى مواقف أشد، فالساحة العربية أصبحت مستباحة أكثر من أي وقت مضى من البعيد والقريب، ولا يخفى على أحد الاطماع الاقليمية، وأن من بات يقرر مصير الأمة العربية هو كل الدول ما عدا العرب.
وبهذا الشأن، وعلى ضوء المخاطر والتهديدات التي تواجهها الامة، كان على القمة ان تضع هذه التهديدات ضمن سلم أولوياتها لمواجهتها، فالخطر الأكبر الذي يهدد مصيرنا هو ذلك الذي يمثله حلف ترامب نتنياهو، لكونه هو سليل والممثل الأخطر للاستعمار المسؤول تاريخياً عن كل المصائب التي أصابت العرب من تجزئة وتخلف. فما يصيب الأمة اليوم من تدخلات إنما هو نتاج المخطط الاستعماري الذي نشهده منذ أكثر من مئة عام.
القمة وبالرغم من الكلام المعقول، كان يجب أن تحسم مسألة عودة سوريا للجامعة العربية، فالمسألة لا تتعلق بنظام انما تتعلق بدولة عربية أساسية من الدول المؤسسة لهذه الجامعة ومنها بدأ الحديث عن القومية العربية والامة العربية بعد ان غاب وجودها منذ الدولة العباسية.
لقد علمتنا التجربة، أن الأفعال أهم من الاقوال، لأن ما نشهده اليوم ليس مجرد تدخل هنا أو هناك، أو اطماع من هذا او ذاك، إن ما نشهده محاولة تصفية لوجود الأمة العربية ذاتها تقودها أطراف عدة، وفي مقدمتهم ادارة ترامب.
ليس هناك اي مبالغة بأننا نشهد الفصل الأخطر من هذه المحاولة، فهي مشروع قديم يحاول الاستعمار قطف آخر ثمارها اليوم. إن ما يجري حقا ليس محاولة تصفية القضية الفلسطينية واغلاق ملفها، ، إن ما يجري هو محاولة تصفية الهياكل والدول الوطنية العربية وإعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة لذلك نلاحظ لماذا تبلغ الاطماع ذروتها، لا ندري ان كانت الامة العربية لا تزال قادرة على الفعل، وبالتحديد ما تبقى من دول ام هي ستبقى رهينة بيد القوى الخارجية.
ومع ذلك سنبقى نحتفظ بشيء من التفاؤل وننتظر الفعل فالمسألة تتعلق بمصير الأمة.