رئيسنا
موفق مطر
ما الذي يمنع تبني وزارة التربية والتعليم لخلاصة تسعة عشر كتابا ألفها الدكتور محمود عباس، وطبع خلاصاتها في كتيب واقرار توزيعه على مكتبات المدارس كوثيقة مرجعية؟!.
كيف سيعرف جيل الشباب الحالي في فلسطين وكذلك الأجيال القادمة كيف كان يفكر الدكتور محمود عباس، ومرتكزات منهجه السياسي فهو ليس باحثا ومؤلف كتب وحسب بل رئيس دولة فلسطين وقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ورمزا من رموز العقلانية والواقعية السياسية في العالم، علاوة على كونه مثالا للقادة السياسيين الذين حافظوا على العقد الحقيقي الأصيل ما بين السياسة الأخلاق والقيم الانسانية، ارتكازا على تعريفها الصحيح (السياسة) اي علم وفن اصلاح الأمور.
عندما يُحكَم على الأمور من خلال مواقف سلبية مسبقة فمن البديهي عندها حصول اختلال في توازن البصيرة، ما يفقدها القدرة على الرؤية الصحيحة والصحية ايضا، ولا نبالغ ان قلنا انها قد تجعل من حامل شهادة عليا يبدو أميا، لا يفرق بين كتاب مدرسي معنون ضمن منهاج التعليم المقرر رسميا من وزارة التربية والتعليم، وبين كتيب سيتم تعميمه على مكتبات المدارس لإثرائها، وهذا ماحدث مع كتيب ( قدوتنا رئيسنا )!!.
لعلم الذين لا يقرأون، والذين اذا قرأوا لا يفقهون، الذين اذا ادركوا ما يقرأون أن أطروحة الرئيس محمود عباس- الذي هو رئيسنا اليوم- لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1982 كانت عن "العلاقات السرية بين قادة النازية وقادة الحركة الصهيونية" من الجامعة الروسية لصداقة الشعوب في موسكو، معهد الدراسات الشرقية (الاستشراق)، وأن دار ابن رشد طبعتها عام 1984م في كتاب حمل عنوان: "الوجه الآخر العلاقات السرية بين النازية والصهيونية".
للدكتور الرئيس محمود عباس مؤلفات اخرى حول القضية الفلسطينية والصراع مع المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري العنصري منها: ( الصهيونية بداية ونهاية ) و( اسرائيل وجنوب افريقيا العنصريتين ) و( الاستقطاب الديني والعرقي في اسرائيل ) و( الحركة الصهيونية في ادبيات لينين ) و( المسيرة السياسية في الشرق الأوسط ) و( قنطرة الشر اسرائيل طريق الامبريالية الى العالم الثالث ) و( سقوط حكومة نتنياهو ) و( وبعد ثلاث سنوات على اوسلو) و( مطلوب كيرن هايسود عربي ) و( اللاجئون الفلسطينيون اليهود ) و( بعضا من الحقيقة ).
التقدير والثناء تستحقهما ادارة مدرسة البيرة الأساسية للبنات، وخصوصا طالبات الصف الأول ثانوي والثاني ثانوي اللواتي لخصن مجموعة مؤلفات الرئيس ( 19 ) كتابا وأخرجنها في كتيب واحد بعنوان " قدوتنا رئيسنا "، الذين تسرعوا وأطلقوا المواقف السلبية وتحديدا من عنوان الكتيب، فقد كان عليهم ادراك معنى وأبعاد عنوان وضعه تلاميذ فلسطينيون قرروا اعادة القراءة والمطالعة والبحث عن مكانتها ومعناها الطبيعي، لمواجهة غزو مبرمج وممنهج، يشنه اصحاب كلام ساذج وعبثي وعدمي، مجرد من الأفكار والمبادئ، ولإبطال حشوته المتفجرة المدمرة لأركان المجتمع.. فطالباتنا الباحثات ينتمين من حيث الفئة العمرية الى جيل الشباب، الذين يسعون نحو قراءة علمية بحثية للصراع مع المشروع الصهيوني، بدل ترك عقولهم كورقة خريف تطوف على سطح مجرى ماء تعاميم فئوية عصبوية مقيتة لا تردع اخلاق او قيم بعضهم ان يدس فيها مصطلحات دينية لزيادة مكاسبه المادية وتوسيع قاعدة ( تجارته الحرام ) في عالم السياسة !...فهذا دليل وعي متقدم يستحق الاحترام.
كتب د. صائب عريقات حول كتيب ( قدوتنا رئيسنا ) ورأى أن الطالبات الباحثات الشابات قد خلصن الى نتيجة بأن:" كل ما كتبه الرئيس ابو مازن، كان أدلة علمية وتاريخية على الحق العربي الفلسطيني تاريخيا ودينيا وثقافيا وحضاريا واقتصاديا وإنسانيا فى فلسطين، وتبين بطلان الادعاءات الصهيونية والغربية فى استخدام الدين وتزوير الحقائق التاريخية ".
التمسك بالثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير وانجاز الاستقلال بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، وتطبيق حق العودة وفق القرار 194 وعدم مقايضة هذه الحقوق بأي ثمن، كانت الخلاصة ( القيمة ) من مبادرتهن والرسالة الموجهة لأقرانهن ولكل الفلسطينيين القارئين لقضيتهم بلغة الوطنية الخالصة.
ان كان العقل درة تاج القدرات الانسانية، وان كان الصبر سنام السلوك الانساني، وان كان الذكاء والدهاء أسمى تعبير عن قدرة المرء على التعامل مع الأحداث ومواجهتها والانتصار، وان كانت الحكمة سمة الساسة الصادقين المخلصين، وليست محصورة بالفلاسفة والأنبياء، وان كان الوفاء هو البرهان على مكانة الأخلاق وقيمها في دستور انسانيتنا، ومادام الباحثون والعلماء منارات يهتدى بها، فان رئيسنا محمود عباس قدوتنا، ومنارتنا التي نفخر بمدى اشعاعها على العالم، والا فدلونا على امرئ حي قد اجتمعت فيه كل هذه السمات.