الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

الخروج من عباءة الدّرويش

محمد علي طه

لا يستطيع باحث أدبيّ للشّعر العربيّ في القرن العشرين أن يتجاهل تأثير قصيدة "الأرض اليباب" للشّاعر الإنجليزيّ – الأميركيّ ت. أس. إليوت (ت 1965) تلك القصيدة التي حظيت بترجمات عديدة ودراسات كثيرة وصدرت في عدّة كتب ومجلّات. ومن الطّبيعيّ أن يتأثر المبدع بمبدعين بارزين وبأعمال أدبيّة كبيرة أحدث ميلادها دويًّا في الميدان الأدبيّ والثّقافيّ.
تأثّر الشّعراء العرب اليساريّون في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسّودان بكبار الشّعار الثّوريّين في العالم أمثال غارسيا لوركا الإسبانيّ (ت 1936) وناظم حكمت التّركيّ (ت 1936) وبابلو نيرودا التّشيليّ (ت 1977) ولويس اراغون الفرنسيّ (ت 1982) وغيرهم من شعراء روسيا وبلغاريا بينما تأثّر شعراء آخرون بقصيدة النّثر الغربيّة وبمدرسة الفنّ للفنّ.
كان لقصائد الشّاعريين العراقيّين بدر شاكر السّيّاب ونازك الملائكة التي تحرّرت من الشّعر العموديّ واعتمدت على التّفعيلة أثر على الشّعر العربيّ في العالم العربيّ كلّه، واعتبرها النّقّاد ثورة في الشّعر العربيّ الحديث، وكان من البدهيّ أن يتأثّر شعراء عديدون من بلادنا في ستّينيات وسبعينيات القرن الماضي بقصائد الشّعراء بدر شاكر السّيّاب وعبد الوهّاب البياتيّ (العراق) وصلاح عبد الصّبور وأحمد حجازي (مصر) ومحمّد الفيتوريّ (السّودان وليبيا) وأدونيس ونزار قبّاني (سوريا) وخليل حاوي (لبنان) إلا أنّ الشّعراء الموهوبين استطاعوا أن يخرجوا من عباءات هؤلاء الكبار وأن يبدعوا قصائد رائعة أثارت اهتمام واعجاب النّقّاد والقرّاء فقد أضاف الشّعراء سميح القاسم وتوفيق زيّاد وراشد حسين وسالم جبران وآخرون قصائد هامّة وجميلة للشّعر الفلسطينيّ والعربيّ ومازالت الأجيال تردّدها حتّى اليوم ولا نستطيع إلا أن نذكر قصائد لشعراء فلسطينيّين كبار أمثال فدوى طوقان ومعين بسيسو وعزّ الدين المناصرة وأحمد دحبور.
ولا بدّ للقارئ المتمكّن أن يلمس تأثّر الشّاعر محمود درويش في مرحلة الشّباب بالشّاعر الإسبانيّ لوركا ثمّ تأثّره بالتّوراة في مرحلة أخرى ولكنّ النّفس الدّرويشيّ والعبقريّة الدّرويشيّة برزت وسيطرت على القصيدة الدّرويشيّة منذ البدايات فصارت علامة بارزة في الشّعر العربيّ.
راودتني هذه الأفكار السّريعة وأنا أقرأ قصائد لشعراء فلسطينيّين وعرب من الجيل الجّديد، والحقّ أنّ بعضهم شعراء موهوبون يبشّرون بالخير إذا ما ثابروا واجتهدوا وقرأوا الكثير الكثير إلا أنّهم دخلوا عباءة الدّرويش واستراحوا بارتدائها ولم يخرجوا منها بعد.
هناك فرق شاسع بين التّقليد وبين التأثّر وأمّا القارئ فيحبّ القصيدة الأصيلة والأصليّة ويفضّل قراءة أشعار درويش من "أوراق الزّيتون" حتّى "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" ولا يحبّ أشعار مقلّديه.
ليس عيبًا أن يتأثّر شاعر شابّ بشاعر كبير مثل محمود درويش ولكنّ لا يصحّ أن يبقى مقلّدًا له إلى الأبد.
أرجو أن يكون شعر الدّرويش مصدرًا للإلهام والأبداع لا عائقًا في تطوّر القصيدة العربيّة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024