"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

المسحِّر

 إيهاب الريماوي

لم يكن يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، عندما ركب دراجة هوائية وأخذ على عاتقه بأن يكون مسحراً لأهالي قريته.

وفي شهر رمضان تترافق مهنة مذكر السحور مع المسحراتي الذي يقع على عاتقه مسؤولية إيقاظ المواطنين قبيل أذان الفجر من أجل تناول وجبة السحور، وغالبا ما كان المسحِّر إضافة إلى التسبيح والتهليل وترديد الكلمات المعروفة، ينادي على أهالي القرية بالاسم ويطرق أبواب منازلهم، وكان يترك حالة من الاستياء لدى أي مواطن لم يستيقظ يوما للسحور.

كان يتنقل في شوارع قريته بيت ريما شمال غرب رام الله بواسطة دراجته، استمر على هذا الحال لمدة ثماني سنوات أي حتى عام 1979.

نظام الريماوي 60 عاماً، ومنذ كان في الصف السابع الابتدائي تعلم التسبيح والتذكير على يد استاذه في المدرسة مبتسم رحيمة.

"ذات مرة في العام 1973 اقترح عليّ استاذي، بأن أخرج للتذكير والتسبيح وقت السحور، وعلمني ما علي قوله، وبقيت أردد الكلمات التي كتبها حتى اليوم، أي منذ 46 سنة".

توسعت القرية وأصبحت المنازل متناثرة، غير محصورة في منطقة معينة، وأصبح وصوله إليها صعباً كونه محصوراً في مدة زمنية قصيرة قبل موعد أذان الفجر، حيث اعتمد لاحقاً على التسبيح والتهليل قبيل موعد رفع الأذان.

يردد نظام الريماوي، في تسبيحاته أدعية دينية، يقسمها على فترتين، حيث أن الفترة الأولى تكون لمدة ساعة، والثانية قبل موعد أذان الفجر بـ 10 دقائق.

 لم ينقطع يوماً عن تذكير أهالي قريته في شهر رمضان المبارك، إلا 3 مرات خلال هذه السنوات الطويلة، كان أيامها قد خضع لعملية جراحية.

مؤخراً انتشرت شائعات بأن هناك قراراً بمنعه من التذكير، كونه متقاعدا منذ 10 سنوات، لكن سرعان ما خرجت وزارة الأوقات تنفي صحة ذلك.

"علمت بأن هناك قراراً بمنعي من التذكير، الأمر سبب حالة من الاستهجان في القرية، كونهم معتادين على ذلك منذ 46 عاماً".

أصبحت تسبيحات نظام الريماوي جزءاً من الهوية الرمضانية في بيت ريما، حيث يربطون موعد بدء السحور بهذه التسبيحات.

ذات مرة كان ذاهباً إلى المسجد في أوج الانتفاضة الأولى، تفاجأ بقوة من جيش الاحتلال، انهالوا عليه بالضرب المبرح، واقتحموا المسجد وحطموا السماعات.

كان المسجد أيامها مكاناً لإذاعة البيانات الحزبية، لذلك كان مستهدفاً من قبل جيش الاحتلال في كل مرة يقتحمها.

في كل مرة يحطم فيها الجنود سماعات المسجد، يخرج نظام الريماوي في اليوم التالي إلى رام الله من لإصلاحها.

"خلال سنوات الانتفاضة، أعطب الجنود سماعات المسجد أكثر من 5 مرات، كان المسجد مستهدفاً، عاثوا فيه خراب مرات عديدة".

وخلال انتفاضة الحجارة، كان الريماوي يتبع طريقة معينة لتنبيه الشبان بوجود جيش الاحتلال في القرية، حيث كان يصدر صوتاً قبل رفع صوت الأذان ليوصل رسالة بأن الاحتلال في القرية.

"سابقاً لم يكن هناك راديوهات ولا تلفزيونات، حيث كان المسجد حلقة وصل لأهالي القرية، ولذلك كان التسبيح والتذكير الوسيلة الوحيدة لإيقاظ الناس على السحور".

رغم التطور التكنولوجي الحاصل، إلا أن ذلك لم يجعل نظام الريماوي يفكر في ترك هذه العادة الرمضانية، حيث بات الأمر أشبه بأحد أهم ركائز الشهر الفضيل في بيت ريما.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025