الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

المسحِّر

 إيهاب الريماوي

لم يكن يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، عندما ركب دراجة هوائية وأخذ على عاتقه بأن يكون مسحراً لأهالي قريته.

وفي شهر رمضان تترافق مهنة مذكر السحور مع المسحراتي الذي يقع على عاتقه مسؤولية إيقاظ المواطنين قبيل أذان الفجر من أجل تناول وجبة السحور، وغالبا ما كان المسحِّر إضافة إلى التسبيح والتهليل وترديد الكلمات المعروفة، ينادي على أهالي القرية بالاسم ويطرق أبواب منازلهم، وكان يترك حالة من الاستياء لدى أي مواطن لم يستيقظ يوما للسحور.

كان يتنقل في شوارع قريته بيت ريما شمال غرب رام الله بواسطة دراجته، استمر على هذا الحال لمدة ثماني سنوات أي حتى عام 1979.

نظام الريماوي 60 عاماً، ومنذ كان في الصف السابع الابتدائي تعلم التسبيح والتذكير على يد استاذه في المدرسة مبتسم رحيمة.

"ذات مرة في العام 1973 اقترح عليّ استاذي، بأن أخرج للتذكير والتسبيح وقت السحور، وعلمني ما علي قوله، وبقيت أردد الكلمات التي كتبها حتى اليوم، أي منذ 46 سنة".

توسعت القرية وأصبحت المنازل متناثرة، غير محصورة في منطقة معينة، وأصبح وصوله إليها صعباً كونه محصوراً في مدة زمنية قصيرة قبل موعد أذان الفجر، حيث اعتمد لاحقاً على التسبيح والتهليل قبيل موعد رفع الأذان.

يردد نظام الريماوي، في تسبيحاته أدعية دينية، يقسمها على فترتين، حيث أن الفترة الأولى تكون لمدة ساعة، والثانية قبل موعد أذان الفجر بـ 10 دقائق.

 لم ينقطع يوماً عن تذكير أهالي قريته في شهر رمضان المبارك، إلا 3 مرات خلال هذه السنوات الطويلة، كان أيامها قد خضع لعملية جراحية.

مؤخراً انتشرت شائعات بأن هناك قراراً بمنعه من التذكير، كونه متقاعدا منذ 10 سنوات، لكن سرعان ما خرجت وزارة الأوقات تنفي صحة ذلك.

"علمت بأن هناك قراراً بمنعي من التذكير، الأمر سبب حالة من الاستهجان في القرية، كونهم معتادين على ذلك منذ 46 عاماً".

أصبحت تسبيحات نظام الريماوي جزءاً من الهوية الرمضانية في بيت ريما، حيث يربطون موعد بدء السحور بهذه التسبيحات.

ذات مرة كان ذاهباً إلى المسجد في أوج الانتفاضة الأولى، تفاجأ بقوة من جيش الاحتلال، انهالوا عليه بالضرب المبرح، واقتحموا المسجد وحطموا السماعات.

كان المسجد أيامها مكاناً لإذاعة البيانات الحزبية، لذلك كان مستهدفاً من قبل جيش الاحتلال في كل مرة يقتحمها.

في كل مرة يحطم فيها الجنود سماعات المسجد، يخرج نظام الريماوي في اليوم التالي إلى رام الله من لإصلاحها.

"خلال سنوات الانتفاضة، أعطب الجنود سماعات المسجد أكثر من 5 مرات، كان المسجد مستهدفاً، عاثوا فيه خراب مرات عديدة".

وخلال انتفاضة الحجارة، كان الريماوي يتبع طريقة معينة لتنبيه الشبان بوجود جيش الاحتلال في القرية، حيث كان يصدر صوتاً قبل رفع صوت الأذان ليوصل رسالة بأن الاحتلال في القرية.

"سابقاً لم يكن هناك راديوهات ولا تلفزيونات، حيث كان المسجد حلقة وصل لأهالي القرية، ولذلك كان التسبيح والتذكير الوسيلة الوحيدة لإيقاظ الناس على السحور".

رغم التطور التكنولوجي الحاصل، إلا أن ذلك لم يجعل نظام الريماوي يفكر في ترك هذه العادة الرمضانية، حيث بات الأمر أشبه بأحد أهم ركائز الشهر الفضيل في بيت ريما.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024