ورشة البحرين لا جديد تحت الشمس!!!
يحيى رباح
منذ سنتين تقريبا، والحديث الأميركي الذي يدور همسا في الغرف المغلقة، او الذي يجري علنا بشكل صاخب حول ما تسمى "صفقة القرن" يعطي الفلسطينيين قيادة وشعبا وادارة سياسية، المزيد من الثقة انها صفقة ميتة موتا شاملا، ولن تكتب لها الحياة ابدا، وانها معركة من المعارك التي يثيرها ترامب وادارته تحت اغراء القوة الرعناء، والتي لا تلقى سوى الفشل، بغض النظر عن المصاعب التي يواجهها من يتعرضون لمثل هذا السلوك الاميركي الصهيوني، ولكن الشيء المؤكد ان شعبنا خاض طوال سنوات نضاله وصموده الاسطوري غمار معارك كثيرة، ابتداء من محاولات التوطين في الخمسينيات التي كانت تبدو لمروجيها انها سهلة للغاية، ولكنها فشلت بالكامل، وعلى نفس الوتيرة فشلت كل محاولات، تأهيل الشعب الفلسطيني لتهجيره الى العالم الجديد، او محاولات خلق الفلسطيني الجديد، فلسطيني بلا ذاكرة ولا ميراث وطني، او اذابة الفلسطينيين في قضايا ليس من اولوياتهم على طريقة أعط الفلسطيني خبزا تجعله يفقد ذاكرته، كل هذه المحاولات مورست ضدنا في الواحد وسبعين سنة منذ نكبتنا ولم تفلح، وسقطت وباءت بفشل تاريخي، وأين هم الذين خاضوا غمار التجارب، جاءتهم النهايات بشكل قاس، وتركوا العبرة الخالدة بان البقاء هو قدر الشعب الفلسطيني، اما الأعداء فيذهبون الى مزابل التاريخ ابتداء من بلفور ووعده الذي صار لعنة الى مناحيم بيجن وارئيل شارون- اللذين ذهبا الى العداوة واللعنة، الى كل الذين حاولوا ان يقفزوا عن هذا الشعب وصاروا مثلا ومجرد ذاكرة قبيحة.
اللاعبون الثلاثة في ادارة ترامب، الذين كلفوا بالأدوار القذرة وهم جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر، وديفيد فريدمان، يحاولون من خلال ورشة المنامة عاصمة دولة البحرين، ان يبدأوا المرور من خلال معالجات اقتصادية كلهم يهود، وكلهم سماسرة سابقون، هذا ما يفهمون به، ولذلك اختارهم ترامب على شاكلته منذ البداية، وكأنه لا سابق لهم!! وكأن احدا لم يطرح شيئا خلال واحد وسبعين سنة الا هم الأذكياء القادرون، الذين وضعوا اصبعهم على الجرح، يا للغباء، اغراء القوة يفعل بأصحابه اكثر من ذلك حين يكونون اغبياء، وقد تورطوا فيما لم يتورط به أحد من قبل، حليفهم نتنياهو يحاول جاهدا ان يعلن ائتلافه ويعلن حكومته حتى لو أدى الامر الى فتح بازار وقرارات اضافية في اسرائيل، كل وزارة يقسمها الى وزارتين لكي يلاحق مطالبات حلفائه بان يكونوا وزراء، ويريد من الائتلاف ان يصدر له قانونا خاصا به، قانون الحصانة، الوقت يضيق، والفشل يصرخ مثل ذئب مستثار، ولكن ميادين تل ابيب بدأت ترتدي ازياء المعارضين الخائفين من المستقبل، وحلفاء نتنياهو في اميركا ترامب وادارته البائسة يفتحون من جديد ملف التوطين، وملف الوضع الاقتصادي، مع ان هؤلاء الفاشلين ليس لهم أي تاريخ من النجاح، فكل ما يطرح جربناه وأفشلناه، أو "من يجرب المجرب عقله مخرب"، هكذا يقول المثل الشعبي الدارج، وفي المنامة ستكون المكاشفة، الشعب الفلسطيني وقيادته، وقضيته ليسوا في الوارد، مع انهم يمارسون أقصى درجات الحذر، لكنهم لا يتداولون بالخوف، فكم من مشاريع تدحرجت رؤوسها تحت الاقدام، وسيكتشفون ان القدس وفلسطين، ودولة فلسطين، أعقد وأكبر مما يتوهمون.
لا نعرف وحتى الناس في كل بلادنا لا يعرفون ما هي المعايير التي اعتمدها كل من قرر المشاركة، لماذا سيذهب هناك؟ لماذا يحضر؟ هل من أجل ان يقول رأيه، بان ورشة البحرين فاشلة، وانه ليس هكذا تورد الإبل وان القضية أحق وربما يكون الانطباع بالاجمال، لماذا يخون الخائنون؟