شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

الوطنية.. بأي أبجدية تقرأ؟

 موفق مطر

لا تحتاج الوطنية الى نظريات، لأنها بكل بساطة منهج حياة كل مخلوق على الأرض، يتوجها الانسان بأرقى معانيها ومفاهيمها، لكن المنهج التربوي يصقلها ويطهرها من شوائب تؤثر حتما على آلية ذهن الانسان ان بقيت على حالها وفي مكامنها.

تستميت المخلوقات البرية والمائية والبرمائية والطائرة بما فيها النباتات من اصغر نبتة حتى اضخم شجرة في العالم للبقاء في مواطنها الأصلية أو العودة اليها بعد كل رحلة قصيرة او طويلة تفرضها الطبيعة، وهذا أمر بات معلوما لدى الباحثين في هذه التخصصات وعلماء الطبيعية.

يصل الانسان الى مرحلة التضحية بحياته في سبيل ليس البقاء في وطنه وحسب بل للديمومة الأبدية فيه له ولأبنائه وذريته وذريتهم وكل من يأتي بعدهم، وقد نذهب الى حد القول بانعدام وجود معيار محدد للوطنية من حيث المفهوم العام الشامل لها، فالآدمي البشري المولود في الأدغال الذي اتخذها موطنا يستطيع التعبير عنها وادراكها، وكذلك يستطيع الفيلسوف والمفكر والاستاذ الجامعي والكاتب وكل شخص التعبير عنها بتفاصيل يصل بعضها درجة غير مسبوقة من الابداع، وهذا يتطلب قدرات فكرية وذهنية مميزة لتحقيق ذلك، فتتجسد في وجهين يكمل احدهما الآخر ولا يمكن فصلهما عن بعضهما، الأول التضحية بالذات بما فيها الحياة لضمان البقاء للوطن، والآخر الارتقاء بالذات لضمان ديمومة الحياة للوطن وللانسانية.

 الفكرة اسم واحد لكواكب لا محدودة، تمضي في مسارات كونية لا نهائية، لكنها جميعا تدور حول كوكب واحد مشع عرفته امة الانسان منذ نشأتها بالوطنية، وبذلك نستطيع توسيع مساحة الوطن الجغرافية الى ابعد نقطة في الكون، ونحافظ على حدود سيادتنا فيه القائمة فعلا وماديا سواء كانت الحدود قصيرة أو طويلة، فالطائر مثلا لا يحتاج من الدنيا اكثر من مكان صغير آمن لصنع عش والتفقيس فيه لضمان نوعه، لكنه يجوب فضاءات الدنيا ويطير من سماء قارة الى سماء اخرى، وكأنها وطنه اللانهائي أيضا، ولا عجب ان بعضها يهلك في الطريق وهذا الذي نسميه في عالم الانسان (التضحية) ولكن النتيجة ان النوع دائم ولم يزل.

لم يعد مقبولا لدى المجتمعات الانسانية صب الوطنية في قوالب محددة، واحتكارها في نظرية أو تعريف، ذلك لارتباطها بفكر الانسان الذي لم تعرف الانسانية انه توقف للحظة عن النمو والتطور، أو التقدم في المسارات المؤدية نهايتها الى الحقيقة، لذا فان التعبير الذي هو ارقى نتاج فكر الانسان الذي يتجسد ثقافة وعلوما وكيانات حضارية مادية بات دليلا حسيا على مستوى الوطنية في عقل ونفس أي امرئ أو امراة في هذا العالم، علما ان الأمر لايحتاج الى لغة محددة لايصال رسالة الوطنية، لكونها لغة انسانية يستطيع كل الناس في الدنيا فهمها واستيعابها وقراءتها ايا كانت اعراقهم وجنسياتهم ولغاتهم الاصلية.. فالفنون مثلا باعتبارها أرقى اشكال التعبير عن الوطنية على انواعها لا تحتاج لترجمة، اذا يكفي ان تكون مجسمة بأبجدية الحب والمحبة، ابجدية العلم والمعرفة، ابجدية الحق والصدق والوفاء والاخلاص، لتبلغ قلوب وعقول الناس وتسهل على بصيرتهم الوصول الى جوهر معانيها وفهم مقاصد رسالتها.

نعتقد في هذا السياق بضرورة فتح الآفاق أمام أجيال الشعب الفلسطيني بما يمكنهم لرؤيتها متحررة من أساليب وسلوكيات ومسارات واحدة ضيقة، حيث يمكننا اطلاق ابن الوطن في مركبة التربية الوطنية الى فضاء الحقائق المادية والمعرفة والعلم، منتصرا لعقله بحواسه التي اذا ايقن وآمن بقدراتها فانه سيصبح قادرا على ان يكون في اقرب نقطة من الحقيقة. ومن منا نحن الشعب الفلسطيني لا يريد وضع الحقيقة والحق الفلسطيني أمام بصيرة الناس في الدنيا؟!.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025