فشل اميركي ومأزق اسرائيلي
يحيى رباح
الانتخابات الاسرائيلية بعد اقل من شهر، المأزق امام نتنياهو، يزداد تعقيدا برغم كثرة الهدايا السامة التي يقدمها له حليفة ترامب الذي اعلن صبيان ادارته عن فشل جديد لهم حين اجبروا على إلغاء اللقاء الذي كانوا يتهيأون لعقده في رام الله ، وكان السفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان يتهيأ ليلعب دورا لنجم، ولكن آماله خابت امام صلابة التمسك الفلسطيني بالثوابت، تماما كما فشل كبير مستشاري ترامب جاريد كوشنر حين تصدر ورشة البحرين التي ثبت انها لم تكن سوى فضيحة وحفنة من الاكاذيب ،فهذه الادارة الاميركية التي يقف على رأسها دونالد ترامب لايليق بها سوى الفشل والسقوط ، فأينما ولى ترامب وجهه لا يجد سوى الصدمات واللطمات القاسية لأنه عن غباء كبير ، استسهل ما هو صعب ،وصدق تغريداته واستصغر من هم اقوياء ولم يستطع ان يفهم الحقائق ، كما جرى حين شن حربا بلا هوادة ضد القضية الفلسطينية بكل مفرداتها وشعبها البطل وقيادتها الشرعية التي تستمد قوتها من قوة الحق ومن قوة الوعي ومن قوة التجربة المبدعة التي لا تحدها حدود وهذا الفشل الاميركي ينعكس بشكل حاد على الاداء الاسرائيلي ،وخاصة اداء رئيس الوزراء نتنياهو الذي تقترب مواجهته في الانتخابات التي هرب اليها عندما عجز عن تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات شهر نيسان الماضي ، فقرر ان يذهب باسرائيل كلها الى مغامرة من خلال تصعيد العدوان اليومي ، والاستيطان المجنون ضد الشعب الفلسطيني وارضه ، ليكونا الرشوة السوداء التي يقدمها لليمين الاسرائيلي الذي يدفع بالامور الى مستوى الانفجار الشامل ، هذا الجنون الاسرائيلي المأزوم ليس له سوى معنى واحد ان نتنياهو يقول لشعبه " انا والطوفان " وان شاء الله يأتي طوفان الفشل ليقذف به وبحليفه ترامب الى مهاوي السقوط ومزبلة التاريخ.
في هذه المعركة التي نخوضها فلسطينيا بوعي عميق وإرادة عالية ، فإنه لزاما علينا ان ننتبه اشد الانتباه الى بيتنا الداخلي او الى صفوفنا المحتشدة حتى لا يتسلل اصحاب النفوس الضعيفة واصحاب النوايا المريضة الذين تأسرهم تقديراتهم الخاطئة للأمور، فيتصرفون عكس الحالة ، وضد التيار العالي ، وضد الاحتشاد العظيم ، مع ان شعبهم في قمة احتشاده، وقيادتهم في الوعي والثبات اصبحت مضرب الأمثال ، ولعل القرارات الاخيرة التي امر بها رئيسنا ورأس شرعيتنا ابو مازن هي مجرد لفتة من توجه عميق،وخطوة عظيمة الدلالة لما هو آت في الطريق، شعبنا منتبه أشد الانتباه، وهو شديد وعميق الثقة بقيادته، وشديد الايمان بانتصاره في هذه المعركة التي يعلو مدها ليكون العنوان في هذه المنطقة بأسرها، فنحن نخوض معركة القدس، معركة الاقصى، معركة الارض والوطن والدولة ومعركة العدالة والحقوق ، لسنا نخوض معركة مفتعلة بل هي معركة الوجود .
وهذا الشعب البطل وعلى رأسه قيادته المنبثقة من صلب صلابة موعودة بالنصر، والنصر طريقه عدم ترك الامور الصغيرة تنحت في صخور الجبل الشامخ.
امريكا تعلن فشل اجتماعها في رام الله لانها عرفت من التجربة انه حين تكون قيادتنا رافضة فلا معنى لأي عمل تقوم به اميركا وحدها شأن القضية الفلسطينية ، فالقضية لها شعبها وقيادتها ولها امتها ولن تموت.