حماس رجحت كفة الجماعة على كفة طهران
باسم برهوم
عندما تكون جزءا من تنظيم جماعة الاخوان الدولي، سيكون محتما عليك أن تتخذ في نهاية المطاف موقف الجماعة. حماس التي تحاول أن تعود إلى محور المقاومة عبر بوابة طهران وحزب الله، اصطدمت برفض النظام السوري، ولأنها رجحت كفة الجماعة مرة أخرى على كفة هذا المحور، عندما أعلنت تأييدها للعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا في بيان رسمي.
وعلينا هنا أن نتذكر أن محور المقاومة قد لفظ حماس من بين ظهرانيه عندما اختارت الوقوف إلى جانب الحركات الاسلاموية المتطرفة في الأزمة السورية وحاربت ميدانيا إلى جانبها. ولكي تعود إلى هذا المحور، وتستفيد من المال الايراني حاولت استخدام مسيرات العودة والدم الفلسطيني من أجل تحقيق هذا الهدف. وبمناسبة الحديث عن مسيرات العودة فإن وقودها الأساسي هم أبناء الفصائل الأخرى وابناء الشعب الفلسطيني، واذا تبادر الشك لدى القارئ عليه ان يدقق بمن كانوا هم شهداء وجرحى هذه المسيرات.
اليوم مرة أُخرى تنحاز حماس إلى الجماعة على حساب محور المقاومة ولكي لا تغضب طهران دفعت افرادا من قيادتها ليبلغوا القيادة الإيرانية بأنهم استغربوا صدور بيان رسمي من قيادة حماس يؤيد عملية أردوغان العسكرية في سوريا.
ما الذي يعنيه كل ذالك؟ ما الذي يعنيه هذا الدرس البليغ بالنسبة لنا واقصد الشعب الفلسطيني؟
ما يعنيه، أن حماس فرع جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولي في فلسطين، ترتبط استراتيجيا بهذا التنظيم وتلتزم التزاما كاملا بمواقفه، وبالنسبة لها فإن هذا الأمر يحظى الأولوية القصوى بغض النظر عن المناورات والتكتيكات السياسية الاخرى. ما يعنيه أن حماس هي كغيرها من القوى الخارجية تستخدم القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني خدمة لاهداف الجماعة، وإلا لماذا تصر حماس على زج الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بأزمات وفتن المنطقة. الشعب الفلسطيني يكفيه ما يخوضه من صراع ضد العدو الصهيوني، مع الاحتلال الإسرائيلي.
حماس لا تستطيع إلا أن تغرق في وحل الأزمات وفي وحل الفتن الطائفية والمذهبية التي تجتاح المنطقة لأنها هي جزء من تنظيم إخواني طائفي مهما استخدمت من ورقة طهران، أو أن طهران تستخدم ورقتها الاخوانية بالقطعة مقابل المال. حماس جزء من منظومة الاخوان الدولية ولن تكون غير ذلك مهما غلفت وجهها بأقنعة المقاومة والوطنية. هي تنظيم يأخذ أوامره النهائية من الخارج ويعمل من أجل تحقيق أهداف الجماعة وحلفها الإقليمي، أما قطاع غزة وأهله فإنهم بالنسبة لحماس رهينة في خدمة مشروع الجماعة.