هزيمة في العمق لترامب ونتنياهو
باسم برهوم
يوم الجمعة الماضي ألحق المجتمع الدولي، والشرعية الدولية لثنائي "صفقة القرن" ترامب ونتنياهو هزيمة في العمق، عندما صوتت 170 دولة على مشروع قرار يجدد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" مقابل اعتراض الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل. لماذا هزيمة في العمق؟
الرئيس ترامب مقاول الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، وتصفية عناصرها الرئيسية، اللاجئين والقدس ومبدأ حل الدولتين وتشريع الاستيطان، هذا المقاول قام بالقول والفعل بمحاولة انهاء دور الأونروا كمقدمة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وبالفعل أوقف كافة المساعدات الاميركية لهذه المنظمة الدولية، التي أسستها الأمم المتحدة عام 1949، وهي المساعدات التي تقدر بمبلغ 650 مليون دولار سنويا، واطلاق سلسلة تصريحات تشجع الدول الأخرى على عدم الدفع، مع التركيز على بعض جوانب الفساد في عمل هذه المنظمة. كما وصلت بترامب انه أعلن ان كل من تبقى من اللاجئين الفلسطينيين لا يتجاوز الـ 40 ألف لاجئ.
بموازاة ذلك قام نتنياهو، المندهش من مدى تساوق ترامب معه في تصفية القضية الفلسطينية وجوهرها قضية اللاجئين، قام بالتهديد باغلاق مكاتب الأونروا في القدس ومنع أي نشاط لها بالمدينة، ومارس تحريضا مكثفا على الساحة الدولية ضد هذه المنظمة وعدم جدوى استمرارها. في لحظات معينة اعتقد هذا الثنائي انه على وشك ان يحقق أهدافه وبدأ بطرح "صفقة القرن" معتقدا ان الفلسطينيين والمنطقة والعالم سيرضخون ويقبلون بها، لكنه جوبه بموقف فلسطيني صلب، عندما رفض الرئيس محمود عباس حتى الجلوس مع ترامب وأركان ادارته ومبعوثيه عصابة كوشنير الصهيونية، وقال بعد ان أعلن ترامب ان القدس عاصمة لاسرائيل في ديسمبر 2017، ان الولايات المتحدة لم تعد تصلح راعية لعملية السلام.
العالم وجَّه يوم الجمعة لطمة قوية لهذا الثنائي المتعجرف ووجه رسالة بمنتهى الوضوح، بأنه، أي العالم منحاز لمنطق الحق والعدل، وانه لن يقبل بتصفية حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة الذي كفله له القانون الدولي الانساني وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194.
التصويت بهذا الشكل الكاسح لتجديد التفويض للأونروا هو ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة، وهو ثمرة لسياسة ودبلوماسية وطنية فلسطينية يقودها الرئيس أبو مازن، وهذا دليل على رفض العالم الرضوخ لمشيئة ترامب نتنياهو الشيطانية التي لا ترى إلا مصلحة هذين الرجلين ومصلحة اليمين الصهيوني المتطرف.
لقد سجل الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية نقطة مهمة لمصلحته وألحق هزيمة بثنائي صفقة العار.