اسرائيل تقترب من خلع نتنياهو
باسم برهوم
كل المؤشرات تفيد بأن اسرائيل على وشك ان تخلع عنها رئيس وزرائها نتنياهو، ويكاد هذا الفاسد الشعبوي العنصري حتى النخاع ان يصبح شخصا غير مرغوب به من أحد. لقد حكم هذا الديماغوجي والبهلوان لسنوات طويلة عبر مخاطبة الغرائز وتحت شعار واهٍ وكاذب، بان اسرائيل تتعرض لخطر وجودي، وهو شعار يستخدمه عبر تهويل قوة العدو المفترض والمخترع في كل مرة وحسب حاجته السياسية الخاصة به.
يوم الجمعة الفائت شاهدت مقابلة مع ابراهام بورغ، في احدى القنوات التلفزيونية الاسرائيلية، وبورغ هو أحد مؤسسي حركة السلام، ومن اكثر الشخصيات الاسرائيلية ايمانا بضرورة إيجاد حل عادل للصراع، عندما سئل عن توقعاته بشأن فرص تشكل حكومة في اسرائيل قال الشيء المهم: ان نتنياهو قد انتهى. فمن يتابع الشأن الداخلي الاسرائيلي يمكن ان يدرك ببساطة ان لا أحد في اسرائيل يرغب بالعمل مع نتنياهو باستثناء هذا اليميني العنصري بينيت، الذي عينه نتنياهو وزيرا للحرب مؤخرا.
ألاعيب هذا الرجل لم تعد تنطلي على غالبية الاسرائيليين، فقد اكتشف هؤلاء ان الخطر الايراني ما هو الا شماعة ليحافظ من خلالها نتنياهو على وجوده على رأس هرم السلطة، وبهدف حرف الأنظار عن فساده وهشاشة شخصيته التي تفتقر لأي عمق استراتيجي. وهناك أوراق اخرى استخدمها هذا البهلوان، مثل تخويف الجمهور الإسرائيلي من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، واخافته من القائمة العربية المشتركة، بالاضافة الى البعبع الديموغرافي.
لقد استنفد نتنياهو كل أوراق اللعب على الغرائز، أوراق التطرف والكراهية والعنصرية، فهو يدرك قبل غيره ان اسرائيل، والتي هي المشروع الاستعماري الأهم، هي دولة يمنع المس بوجودها، وان هذا الوجود محمي ومضمون من كل الدول الكبرى في العالم، لذلك هي دولة فوق المحاسبة وفوق القانون الدولي، فالحديث عن خطر وجودي هو نكتة سخيفة.
لقد نجح نتنياهو في مكانين: الأول في تصوير ايران لبعض العرب بانها عدوهم الأول والأساس، ونجح مع ايران ذاتها بأنها صدقت انها تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل، وأخذت تستفيد من دعاية نتنياهو وتستغله لها لتعزيز وجودها ومشروعها في المنطقة العربية.
وتحت ستار الخطر الوجودي حكم نتنياهو إسرائيل في أطول مدة زمنية حكم فيها أي رئيس حكومة. ولمن لا يرى الواقع عليه ان ينظر الى هذا الكيان الصهيوني هل هو بالفعل يعيش حالة خوف وقلق، أم ان اسرائيل في أحسن أوقاتها وأحوالها من زاوية تأصيل وجودها في المنطقة وفي العالم، فهي في لحظة تعتقد فيها انها على وشك تحقيق أهدافها التي كانت أقرب الى الحلم.