الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

قراءة في زمن الكورونا

بقلم: محمد علي طه
في مكتبتي كتب عديدة لم أقرأها، ومنها روايات لروائيين عرب وروائيين عالميين.

تناولت اليوم، الثاني من نيسان، رواية "على ضفة نهر بييدرا جلست وبكيت" للروائي الشهير باولو كويلو، ولا أدري لماذا لم أقرأها من قبل مع أنني اشتريتها منذ صدور طبعتها الأولى عن دار "المدى" السورية في العام 2001 على الرغم من أنني قرأت روايات أخرى لهذا الأديب وأعجبت بها وبخاصة رواية "الخيميائي"، وأظن أن السبب الذي أبعدني عن قراءتها هو أن المترجم كتب اسم المؤلف باولو "كويهلو" وليس "كويلو" كما اعتدت أن أقرأه على أغلفة كتبه، ولا أدري أيهما الأصح.

من عادة هذا الكاتب أن يقدم لرواياته بحكاية أو طرفة قرأها، وأظن أنه اطلع على ما تيسر له من التراث العربي، وأما في هذه الرواية فاختار أن يكتب "تعليق المؤلف" بدل المقدمة، ويروى فيه أن أحد المبشرين الاسبان كان يزور احدى الجزر فالتقى فيها ثلاثة كهنة من الأزتك فسألهم: بأية طريقة تصلون؟ فأجاب أحدهم: نحن لا نعرف الا صلاة واحدة وهي: نحن ثلاثة، وأنت ثلاثة، فارحمنا يا إلهنا!.. فقال المبشر: "صلاة جميلة ولكن ليست هذه الصلاة التي يسمعها الله. سأعلمكم صلاة أفضل منها بكثير". وعلمهم صلاة الكاثوليك ومضى في طريقة التبشيري.

وبعد سنوات مر المبشر وهو على سطح مركب قرب هذه الجزيرة فشاهد هؤلاء الكهنة على الشاطئ فلوح لهم بيديه فتقدم الرجال الثلاثة تجاهه وهم يسيرون على الماء وصاح أحدهم: "أيها الأب، أيها الأب علمنا من جديد تلك الصلاة التي يسمعها الله فنحن لم ننجح بحفظها." فقال المبشر وهو يرى المعجزة: "لا أهمية لذلك" وطلب المغفرة من الله لأنه لم يفهم من قبل أن الله يتكلم كل اللغات.

وأكاد أجزم أنني سمعت أو قرأت قصصا تشبهها من تراثنا العربي الاسلامي.

ولفت نظري الجملة الأولى من الراوية وهي: "جلست وبكيت. الأسطورة تقول إن كل ما يسقط في مياه هذا النهر من أوراق وحشرات وريش طيور يتحول في قاعه الى حجارة". ويضيف: "أماه كم أعطي كي أملك القدرة على انتزاع قلبي من صدري ورميه في التيار وعندئذ لن يبقى ألم ولا أسف ولا ذكريات..." وهذا يعني أن بطلة الرواية ترغب بأن تنزع قلبها من صدرها وترميه في تيار النهر كي يتحول الى حجر لا يتألم ولا يأسف. وهذا الكلام قادني الى قصيدة الشاعر العربي الجاهلي تميم بن مقبل التي قال فيها " ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر!" وقد اقتبس الشاعر محمود درويش هذا الشطر في قصيدته "موسيقى عربية" التي افتتح بها مجموعته الشعرية " حصار لمدائح البحر" (1986) ويقول فيها:

أكلما ذبلت خبيزة

وبكى طير على فنن

أصابني مرض

أو صحت يا وطني

أكلما نور اللوز اشتعلت به

وكلما احترقا.. كنت الدخان ومنديلا

تمزقني ريح الشمال

ويمحو وجهي المطر

ليت الفتى حجر.. يا ليتني حجر.

وتساءلت: هل قرأ كويلو قصيدة درويش أو قرأ بيت تميم بن مقبل أم أن الأمر توارد خواطر وأفكار بين المبدعين؟

ولا بد لي من أن أعترف بأن هذه الرواية تختلف كثيرا عن روايات باولو كويلو الممتعة الشائقة.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024