الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

رمضان في ظل الكورونا

باسم برهوم

نكتشف قيمة الامثال الشعبية، وكيف راكمت البشرية تجاربها بأمثال، عندما نعيش نحن تجربة عينية مباشرة ونتذكر المثل. وبما يتعلق بتصادف مجيء شهر رمضان الكريم في ظل انتشار وباء فيروس كورونا، فقد تبادر لي ولغيري بالتأكيد المثل الرائع والذكي جدا "رب ضارة نافعة"  والمقصود هنا قد يكون الوباء نافعا في العودة للتفكير بعمق بالمغزى الايماني لصوم رمضان، والمغزى التكافلي على الصعيد الاجتماعي.

لأسباب تراكمت عبر مئات السنين كطبقات غبار، انحرفنا عن الفكرة الاساسية للصوم، وبالمناسبة الصوم موجود في كافة الاديان السماوية وغير السماوية وله مغازٍ متشابهة، دعونا نتذكر معا الفكرة او الافكار الاساسية من وراء فريضة الصوم، في مقدمة هذه الأفكار العبادة الفردية، بمعنى تمتين العلاقة بين الفرد وخالقه بطريقة بسيطة، متقشفة، اقرب الى التصوف والخلود للنفس، كفرصة للتأمل والتفكير الهادئ بشؤون الدين والدنيا. الفكرة الثانية ولا تقل اهمية، هي الصبر والتحمل والشعور مع الجار القريب او البعيد، المحتاج للمساعدة والدعم، ولعل هذه الفكرة هي واحدة من اهم قيم التكافل الاجتماعي والإنساني بشرط ان تتم بطريقة انسانية وبدون اي نفاق.

وهناك فكرة في غاية الاهمية. التسامح والغفران، وانتهاز فرصة الصوم لتنقية العلاقات بين البشر ومع الطبيعة بكل تنوعها، مغزى الصوم يتناقض مع فكرة البذخ، وهدر المال، والمقدرات، ويتناقض مع المظاهر الاحتفالية المبالغ بها. رمضان ليس العيد، لانه لو كان كذلك، لماذا ياتي العيد بعد انتهائه، لرمضان مغاز اخرى.

الفكرة الاخيرة هي ما يطلق عليها صلة الرحم، والمقصود الانتباه للأمهات والاخوات والعمات والخالات، صحيح ان يكون شهر رمضان فرصة للتاكيد على هذا الاهتمام، ولكن هذه المسألة ليست موسمية او تحدث في مناسبات محددة انها سلوك يومي، ولا يتم في اطار ابوي، اي ما يمليه المجتمع الابويي، وانما من منطلق انساني، ان يكون الانسان رحيما مع اخيه وأخته الانسان كركن رئيس من سلوكنا واخلاقنا، ورمضان هنا تاتي اهميته لتأكيد هذا المسلك وممارسته بطريقة سلسة وليس من قبيل الواجب العابر المؤقت.

دعونا نستغل ما فعله بنا الوباء اللعين، هذه الضارة لنحولها الى نافعة والتفكير كيف يمكن ان يكون رمضان هذا العام بكل ما يعنيه هذا الشهر الكريم، وفي مقدمة ذلك كيف نحوله لشهر للتكافل والتكامل والتضامن، بكل ما تعنيه هذه المفردات من قيم واخلاق، لنعود بفريضة الصوم الى مغزاها الحقيقي، وننفض ما تراكم عليها من غبار السلعة وجنونها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025