البيان الختامي لــ"مؤتمر القاهرة لاغاثة غزة" يندد باستمرار إسرائيل في تقييد النفاذ الإنساني للقطاع    سيناتور أميركي: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غزة    شهداء ومصابون في تجدد الغارات الإسرائيلية على لبنان    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية  

الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية

الآن

رمضان في ظل الكورونا

باسم برهوم

نكتشف قيمة الامثال الشعبية، وكيف راكمت البشرية تجاربها بأمثال، عندما نعيش نحن تجربة عينية مباشرة ونتذكر المثل. وبما يتعلق بتصادف مجيء شهر رمضان الكريم في ظل انتشار وباء فيروس كورونا، فقد تبادر لي ولغيري بالتأكيد المثل الرائع والذكي جدا "رب ضارة نافعة"  والمقصود هنا قد يكون الوباء نافعا في العودة للتفكير بعمق بالمغزى الايماني لصوم رمضان، والمغزى التكافلي على الصعيد الاجتماعي.

لأسباب تراكمت عبر مئات السنين كطبقات غبار، انحرفنا عن الفكرة الاساسية للصوم، وبالمناسبة الصوم موجود في كافة الاديان السماوية وغير السماوية وله مغازٍ متشابهة، دعونا نتذكر معا الفكرة او الافكار الاساسية من وراء فريضة الصوم، في مقدمة هذه الأفكار العبادة الفردية، بمعنى تمتين العلاقة بين الفرد وخالقه بطريقة بسيطة، متقشفة، اقرب الى التصوف والخلود للنفس، كفرصة للتأمل والتفكير الهادئ بشؤون الدين والدنيا. الفكرة الثانية ولا تقل اهمية، هي الصبر والتحمل والشعور مع الجار القريب او البعيد، المحتاج للمساعدة والدعم، ولعل هذه الفكرة هي واحدة من اهم قيم التكافل الاجتماعي والإنساني بشرط ان تتم بطريقة انسانية وبدون اي نفاق.

وهناك فكرة في غاية الاهمية. التسامح والغفران، وانتهاز فرصة الصوم لتنقية العلاقات بين البشر ومع الطبيعة بكل تنوعها، مغزى الصوم يتناقض مع فكرة البذخ، وهدر المال، والمقدرات، ويتناقض مع المظاهر الاحتفالية المبالغ بها. رمضان ليس العيد، لانه لو كان كذلك، لماذا ياتي العيد بعد انتهائه، لرمضان مغاز اخرى.

الفكرة الاخيرة هي ما يطلق عليها صلة الرحم، والمقصود الانتباه للأمهات والاخوات والعمات والخالات، صحيح ان يكون شهر رمضان فرصة للتاكيد على هذا الاهتمام، ولكن هذه المسألة ليست موسمية او تحدث في مناسبات محددة انها سلوك يومي، ولا يتم في اطار ابوي، اي ما يمليه المجتمع الابويي، وانما من منطلق انساني، ان يكون الانسان رحيما مع اخيه وأخته الانسان كركن رئيس من سلوكنا واخلاقنا، ورمضان هنا تاتي اهميته لتأكيد هذا المسلك وممارسته بطريقة سلسة وليس من قبيل الواجب العابر المؤقت.

دعونا نستغل ما فعله بنا الوباء اللعين، هذه الضارة لنحولها الى نافعة والتفكير كيف يمكن ان يكون رمضان هذا العام بكل ما يعنيه هذا الشهر الكريم، وفي مقدمة ذلك كيف نحوله لشهر للتكافل والتكامل والتضامن، بكل ما تعنيه هذه المفردات من قيم واخلاق، لنعود بفريضة الصوم الى مغزاها الحقيقي، وننفض ما تراكم عليها من غبار السلعة وجنونها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024