انطلاقة الثورة
كتب: الأسير ياسر أبو بكر
في تجدد ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية كل عام يستجمع الإنسان شتات أفكاره في محاولة لربط الزمن بين قديمه، وحديثه ومتغيرات الأحداث والقوى الفاعلة، وفي محاولة لوضع المكان في مجرى الفعل.
الزمان أصبح غير الزمان حيث تفصلنا عن البدايات أكثر من عاما من الثبات والثورة والمقاومة والصمود والبناء، في مقابل تراجع قوى وتحالفات ومفاهيم.
عادت الثورة الفلسطينية من توزع الأمكنة وهيمنة الأنظمة وسيطرة الجغرافيا إلى الوطن، أي من حيث انطلقت.
ويأتي التقاء الزمان بالمكان في فلسطين تحقيقًا لحقيقة المواجهة، والثبات والرباط الذي يمثله الشعب الفلسطيني نيابة عن الأمة العربية حيث كانت حركة فتح هي طليعة الأمة لإزالة الاحتلال وتحقيق التحرير والاستقلال.
إن المحاولات اليوم لفك الارتباط بين الشعب العربي الفلسطيني وبين قوى شعوب أمته هي محاولات محكوم عليها بالفشل، لأن الأنظمة السياسية قد تحركها المصالح والسياسات الضيقة ولكن الشعوب تتعانق معًا، وتتلاقى وتتآزر وفق المبادئ والقيم الجامعة. وأمتكم هذه التي أقرها الباري عز وجل أنها أمة واحدة لا يمكن- مهما طغى الانعزاليون المتحالفون مع الاحتلال- أن تموت.
في ذكرى الانطلاقة كل عام عملية وصل لازمة نقوم بها بين الأزمنة وتحليل المتغيرات فيها، وبين القوى وعملية كشف للإنجازات ونقد للمسيرة على مساحة الأمكنة التي طافت فيها الثورة لتضرب جذورها في الشعوب.
في ذكرى الانطلاقة أصبح المكان علامة ثورية صدّرتها فتح لكل الأمكنة والبقاع في العالم العربي فامتزجت الإرادات والرؤى مع المكان فكان مركب الثورة يتنقل بين شرق الأمة وغربها لعله يرسو أخيرا في فلسطين دولته الحرة المستقلة.
فلسطين كانت كلمة السر الجامعة، فتنقّلت بمكانها في القلوب عبر كل الأزمنة بمركب فتح والثورة الفلسطينية، ومازلت تتربع في مكانها لتصنع ثورية القوى التي مازالت تتنفس النور.
عيد ميلاد مجيد.. وانطلاقة مجيدة