كي لا نهدر الإنجاز الذي حققناه
باسم برهوم
وقف إطلاق النار لا يعني نهاية المعركة. عمر النضال الفلسطيني أكثر من مائة عام، وخلال كل هذه المسيرة لعل الإنجاز الأهم هو صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، والمهم أن هذا الوجود على الأرض هو وجود واع، وله هوية وطنية واضحة، ويمتلك إرادة صلبة، وفي هذا بحد ذاته هزيمة للمشروع الصهيوني ومنطق وعد بلفور، الذي كان يريد تحويلنا إلى سكان لهم حقوق مدنية ودينية فقط.
المشهد الوطني الفلسطيني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كان رائعا من زاوية ما تحقق فيه من وحدة نضالية، وتكامل في الأدوار، ولعل هذه الوحدة هي الإنجاز الأهم في المشهد، الذي بدأ في الدفاع عن الوجود الفلسطيني في حي الشيخ جراح وعن الوجود الفلسطيني في القدس. المشهد كان رائعا لأننا رأينا جيلا فلسطينيا جديدا يتمسك بأرض وطنه بقدر تمسك الآباء والأجداد إن لم يكن أكثر، في المشهد الأخير لم يكن يعلن الشعب الفلسطيني من خلاله عن وجوده على أرضه، بل هو يكرس هذا الوجود في وعي العالم، الذي يتجاهل أو يتحايل على هذا الوجود.
وقف إطلاق النار لا يعني نهاية المعركة، لأن أي تراخٍ اليوم قد يسمح للعدو كما في مرات عديدة سابقة أن يلتف على ما تحقق من إنجاز. هذا العدو الذي فاجأه هذا المشهد العظيم، يراقب عن كثب اليوم لأن سياسة "فرق تسد" لا تزال سلاح الصهيونية والاستعمار الأخطر في إجهاض الإنجازات، لذلك الحذر الحذر، كي لا نهدر الإنجاز التاريخي الذي تحقق بوحدة الشعب الفلسطيني النضالية، الذي أظهر للعالم أنه لا يمكن القفز عن هذا الرقم الصعب.. شعب الجبارين.
الوحدة لن تصمد إذا لم نكن موحدين على الأهداف، ومن الواضح أن الهدف الذي يجمع عليه الشعب الفلسطيني اليوم هو إنهاء الاحتلال، وإلحاق الهزيمة بنظام الفصل العنصري في إسرائيل، إلى جانب ذلك لابد من مواصلة الانتفاضة الشعبية الشاملة، ومواصلة حركة التضامن والمقاطعة على امتداد الساحة الدولية، على هذه الساحة حققنا أحد الإنجازات الاهم في الأسابيع الأخيرة.
المهم أن نحافظ على وحدتنا الوطنية لنحافظ على ما تحقق من إنجاز نبني ونراكم عليه فالمعركة لا تزال طويلة مع هذا العدو الماكر.