الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

الاستقلال والديمقراطية لا ينفصلان

باسم برهوم

قرأت لأحد الصحفيين الفلسطينيين مقالاً يطالب فيه إدارة الرئيس الأميركي بايدن بنشر الديمقراطية في فلسطين، بصراحة أغاظتني هذه المطالبة، ليس لأنني ضد نشر الديمقراطية، وإنما لأن الصحافي أولا اعتبر أن فلسطين دولة مستقلة، ويريد من واشنطن أن تفرض الديمقراطية فيها، ثم ألم يرى هذا الصحافي كيف نشرت الولايات المتحدة الديمقراطية في بعض دول المنطقة العربية، التي أصبحت غابة من المليشيات المسلحة، ومن ضمنها "داعش"، وتغول الفساد والفاسدين؟. كنت أود أن يطالب هذا الصحافي واشنطن بالضغط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، في دولة ذات سيادة كباقي شعوب الأرض.

الديمقراطية مسألة يفرضها الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة،  وليس عبر إملاءات وتدخل خارجي. ألم نر خراب تلك الدول العربية، وانتشار الفوضى فيها باسم الديمقراطية؟. ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو السير على خطين في آن معا، خط النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وخط بناء نظام سياسي ومؤسسات دولة على أسس ديمقراطية. ثم أي حديث عن ديمقراطية حقيقية في ظل الانقسام، وانفصال قطاع غزة عن الشرعية الوطنية هو حديث منفصل عن الواقع، بهذا المعنى نحن بحاجة لخط نضالي ثالث هدفه إنهاء الانقسام وإجراء انتخابات تكرس مبدأ التداول السلمي للسلطة.

هناك وهم غذته أطراف خارجية وداخلية بأن واشنطن وغير واشنطن يمكن أن تكون أكثر حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني، وهؤلاء هم من زرع إسرائيل على أرضنا ولا يزالون يقدمون لها كل أشكال الدعم والتفوق، ويمنعون بكل السبل ويحرمون الفلسطينيين من الحرية والاستقلال. هؤلاء هم من يعزز فكرة الانقسام وتغييب الديمقراطية وليس نشرها في فلسطين.

في مواجهة هذا الوهم، هنالك حاجة لاستراتيجية وطنية جامعة، تشمل الجميع، تعمل على المستويات الثلاثة المذكورة من أجل إنهاء الاحتلال، وإنهاء الانقسام وتعزيز الديمقراطية. هذه الاستراتيجية لا نحتاج أن يمليها علينا أحد إنها أمر من صلب حياتنا وواقعنا، ومن بديهيات  نضالنا الوطني. كل ما نحتاجه أن تكف الأطراف الخارجية عن التدخل، بل والكف عن صب الزيت على نار الانقسام وزرع الفوضى والاقتتال الداخلي، ما يمنعنا  من تكريس كل الطاقات لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن أجل الخروج من المأزق الراهن، أعتقد أننا مطالبون بتقديم مبادرة ومسودة مشروع وطني يفتح نقاشا وطنيا يشارك به الجميع بحرية تامة ومن ثم يتم التوافق عليه وعلى ما يمكن أن يقترح من تعديلات لتصبح خطة للعمل الوطني تسير على ثلاثة أرجل، المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وإنهاء الانقسام وتعزيز الديمقراطية.

لم أر حالة فلسطينية فيها مثل هذه الكراهية الداخلية، وتعميم استخدام لغة التخوين والتكفير والتحريض على بعضنا البعض كما نحن اليوم. لذلك علينا أن نخرج فورا من المأزق الراهن وتخفيف الاحتقان  واستبداله بحوار وطني شامل، إلى طاولة حوار مسؤولة، وليس بهدف أن تكون ميدانا آخر للمناكفات. ما هو مطلوب أن يرى كل طرف المعادلة بعينين اثنتين ولا يكتفي كل طرف برؤية النصف الفارغ من كأس الآخر، فالشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني مستهدف من العدو الصهيوني.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025