إسرائيل في الطريق للانكشاف والانقراض
يحيى رباح
منذ سنوات طويلة، لم نعد نرى أو نسمع عن إسرائيل أي شيء ايجابي مهما كان بسيطا، كل ما ينكشف في إسرائيل هو سلبي جدا، وبرغم ان الجماعات الصهيونية في اميركا وأوروبا تصمم لصالح اسرائيل برامج دعاية مكثفة عن التفوق الهائل، إلا ان التعامل اليومي مع اسرائيل يكشف بكل وضوح أن هذه الأكاذيب التي اوصلتها دعايات هذه الجماعات، هي محض دعايات كاذبة لا تصمد أمام إيقاع الحقائق، وفي يوميات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ويوميات الصراع العربي الإسرائيلي نكتشف ان هذه الدعايات لصالح اسرائيل تكشف عن حفر خطيرة، ونقائص مأساوية، تؤكد لكل صاحب يقين ان اسرائيل شعبا وحكومة ودولة ونخبا سياسية هي اقرب الى الوهم من اي شيء اخر، برغم وجود ظاهرة غريبة جدا، وهي ان اول من يرقصون رقصات التعري لصالح اسرائيل هم بعض العرب الهاربين من انسابهم، واكبر مثال على ذلك احتفالات التطبيع الصاخبة التي جرى الإعداد لها كاملا على يد ترمب وفي العاصمة الامريكية، وفي داخل البيت الابيض في واشنطن،
تطبيع! تطبيع، وكأن التطبيع ليس الا مهرجانا فنيا، تتزاحم فيه الألوان والأجساد والإضاءات الفنية، حتى ان اكثر المطبعين تطبيعا لا يعرفون الحد الادنى عن الانكفاء الذاتي الذي هبطوا اليه، تطبيع يسقط في كل مناسبة، حتى في أولمبياد طوكيو، سقط هذا التطبيع والذي اسقطه لاعبون اولمبيون لا علاقة لهم بالسياسة، ولا تنتفخ اوداجهم بادعاءات زائفة، لكن اسرائيل في المواجهة مع الشعب الفلسطيني تقدم كل يوم سقوطا جديدا سوف يوصلها حتما الى حد الانقراض، فلقد فوجئ العالم ان اسرائيل اهم ما فيها هو الوهم المسمى بالمجموعات الارهابية اليهودية مثل جماعات الاستيطان عموما او الحاخامات المتطرفين الذين هم أقل شأنا في اسرائيل او مجموعات فتية التلال، وتدفيع الثمن، وغيرها التي اضيف اليها حديثا مجموعة في امريكا اسمها درع داود، ولكن الامن الامريكي لم يقبل منها كلمة واحدة!!! وأولئك الببغاوات الذين يصفون كل نشاط لصالح عدالة القضية الفلسطينية بأنه نشاط معاد للسامية، ضد السامية، واتحدى اي احد من الذين يرددون هذا الادعاء"ضد السامية" ان يقولوا لنا ما هو تعريف مصطلح "ضد السامية" انا واثق ان معظم من يرددون هذا الاتهام الاحمق ليس لديهم ادنى فكرة عن معناه.
نحن كشعب فلسطيني، رغم الاختلال في موازين القوى، نواصل النضال والثقة بحقوقنا وثوابتنا، رغم ان وضعنا الداخلي الفلسطيني يثقل عليه هذا الانقسام الشاذ، لا يخلو من راقصي التعري الذين يثيرون موجات من الضجيج بلغة عنترية كانهم سادة الفعل، وهم لم يكونوا شيئا في يوم من الأيام، اما اسرائيل فقد وصلت الى حالة ميؤوس منها، انها تشبه البناء من الدمينو، اذا زحزحت قطعة واحدة من مكانها فانها تنهار جميعا بشكل درامي، دولة الأكاذيب الخزرية تسمي نفسها اسرائيل وبناء على هذه الاكذوبة الاولى تراكمت كل الأكاذيب الاخرى، فمثلا يقولون ان الفلسطينيين الذين ظلوا في ارضهم منذ ثلاثة وسبعين عاما، يبلغ عددهم نسبة واحد وعشرين بالمئة من عدد سكان اسرائيل، طيب فكيف ان ملكيتهم للأرض ثلاثة بالمئة فقط؟؟ ومليون سؤال من هذا النوع، يقولون اكثرهم كانوا هنا، متى واين، جميع حفرياتكم الأركيوجية لم تثبت شيئا، والأكذوبة مهددة بالفضيحة والانكشاف والانقراض، وشعبنا المتسلح بأهدافه الشرعية الدولية والقانون الدولي لديه ثقة بنفسه وبكل وعي نمتلكه، وكل خبرة نمتلكها، ستكون هي الضربة القاتلة التي ستوجه ذات يوم الى قطع الدومينو التي لا تصلح الا الى الانهيار.