نير بركات ..أيها العنصري ارفع يدك عن قدسنا
باسم برهوم
من لا يعرف نير بركات هو الآن عضو كنيست عن حزب الليكود، صهيوني يميني عنصري يعتقد أنه هو من يملك مفاتيح مدينة القدس بشطريها الغربي والشرقي، كان في فترة سابقة رئيس لبلدية دولة الاحتلال للمدينة، ومظلي سابق في جيش الإحتلال برتبة رائد. نير بركات هذا يحاول الوقوف في وجه الرئيس الأميركي بايدن ومنع واشنطن من فتح قنصلية لها في القدس الشرقية المحتلة تقوم بخدمة المواطنين الفلسطينيين في عموم الضفة والقدس وقطاع غزة، يحاول منع هذه الخطوة من خلال طرحه لمشروع قانون على الكينست يمنع فتح قنصليات في القدس تقدم خدمات لشعب أجنبي، والمقصود الشعب الفلسطيني..هل هناك وقاحة أكثر من هذه الوقاحة؟
هذا العنصري بركات يصم أذنيه ويغمض عينيه عن الواقع، بالرغم من أنه أكثر العارفين بالسرقة والسطو الصهيوني، وممارسته الشخصية المباشرة للسرقة، هو يعلم أن القدس الشرقية أرض فلسطينية محتله، وأن ما يجري مخطط تهويد للمدينة بدأت إسرائيل تنفيذه منذ اللحظات الأولى من احتلالها للمدينة. وهو يعلم أن وجوده في الشطر الغربي للقدس هو غير قانوني وأنه وجود بحكم الواقع. وأن مبنى الكنيست مقام على أراضي قرية لفته الفلسطينية، وأن الرئيس الإسرائيلي يعتبر سارق لأنه يقيم في منزل مواطن فلسطيني في حي الطالبية تم احتلاله مع القدس بالقوة.
قرار التقسيم الذي صدر في 29 تشرين الثاتي/ نوفمبر 1947، وبعد أن حدد حدود الدولتين العربية واليهودية، نص على أن القدس منطقة تخضع للإدارة الدولية. وخلال حرب عام 1948 قامت إسرائيل باحتلال الشطر الغربي من المدينة بالقوة، لذلك العالم لم يعترف بالسيادة الإسرائيلية، ومن هنا حرصت جميع الدول على فتح سفاراتها في تل أبيب وليس في القدس حتى تم إعلان ترامب المشؤوم، بأن القدس الموحدة (عاصمة لإسرائيل).
نير بركات السارق المغتصب يعلم جيدا هذه الحقيقة، وهو يحاول لي ذراع الحقيقة والقانون الدولي في مجلس تشريعي لدولة احتلال ولا عمل له سوى إقرار القوانين العنصرية. وقاحة بركات أنه يعتبر في مشروع قانوني أن الشعب الفلسطيني أجنبي في وطنه وأرضه ومدينته، هو وقح بشكل مركب لأنه اعتبر أولا، القدس له وحده، وثانيا لأنه خالف القانون الدولي، وثالثا لأنه اعتبر أننا أجانب، وهو وقح لأنه يرفص برجله الدولة الأكثر دعما لإسرائيل ولمشروعه الصهيوني، وهو وقح لأنه يقف في وجه كل المجتمع الدولي الذي لا يزال يتمسك بحل الدولتين ويؤمن أنه لا تزال هناك فرصة ذات جدوى لإحياء عملية سلام.
مرة أخرى، ولمن لا يعرف نير بركات، فهو كان قد استقال من حزب كاديما الشاروني عام 2008 وعاد لحزب الليكود مع أبو العنصرية نتنياهو، استقال عندما طرح زميل له في كاديما، وهو حاييم رامون مشروعا سياسيا للتوصل للسلام مع الفلسطينيين مع إمكانية أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، وهو استقال عندما كان يهود أولمرت، الذي حل محل شارون في زعامة الحزب يقترب من صيغة سلام مع الرئيس محمود عباس. إنه اي بركات، ليس صهيونيا عاديا إنه صهيوني عنصري متطرف.
المهم اليوم ليس موقف نير بركات بل المهم هو موقف الرئيس بايدن، وإذا ما كان متمسكا فعلا وليس قولا بحل الدولتين، المهم أن يقوم بفتح القنصلية في القدس الشرقية المحتلة بأسرع وقت ممكن، لتكون هي قناة الاتصال السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته. فتح القنصلية خطوة رمزية في غاية الأهمية لأنها دليل على رفض الانتهاك الواضح للقانون الدولي الذي قام به سلفه الرئيس ترامب عندما أعلن بشكل غير قانوني أن القدس الموحدة (عاصفة لإسرائيل).
المشكلة أن يرهن بايدن خطوته بقانون بركات، وأن ينتظر ويضيع المزيد من الوقت في مقارعة هذا العنصري المتطرف، بركات لص يسطو على الأرض الفلسطينية صبح مساء هل نرهن عملية سلام بهذا اللص المارق، بهذا العنصري الفاشي الأعمى؟ الجواب عند الرئيس بايدن. وأعتقد أنه أكثر احتراما للقانون الدولي والشرعية الدولية، وهو يؤكد تمسكه بحل الدولتين. ونحن ننتظر الجواب وخلال الانتظار وبالتزامن معه يواصل الشعب الفلسطيني في القدس نضاله من أجل منع شطب الحقيقة الفلسطينية وحقه في القدس عاصمة دولته الوطنية المستقلة.