كيف يفسر قادة فتح فوز شبيبتهم؟- اياد الرجوب
ليس لمتتبع نتائج انتخابات مجالس اتحاد الطلبة في الجامعات الفلسطينية إلا أن «يبصم بالعشرة» لنجاح أبناء حركة فتح الصاعدين في استعادة الالتفاف الجماهيري حول الحركة، بعدما خسرت هذا الالتفاف لعدة سنوات بفعل عدة عوامل لم تكن الحركة بريئة في معظمها.
فقد رأينا قبل أكثر من عشر سنوات كيف كانت الكتلة الإسلامية المحسوبة على حماس تستحوذ على أكثر من نصف المقاعد في انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية، لدرجة أن رأيناها تفوز عدة مرات على كل الكتل الأخرى في جامعة بيرزيت التي ليس فيها أي تخصص ديني، في حين وجدنا مقاعدها اليوم في حدود ربع مقاعد مجلس طلبة جامعة القدس التي تحتضن كلية الدعوة وأصول الدين.
جميل جدا أن تجد وتعمل وتجتهد ليعرفك الآخرون ويحكموا عليك من خلال عملك وآخر ما قدمته من إنجازات، وقبيح جدا أن تبقى هائما في مدح نفسك ومرتكزا على أمجاد ماضٍ يتلاشى من ذاكرة النشء كلما هبت ريح مجد جديد لقائد جديد.
أعلم كما يعلم الآخرون أن الانقسام وما رافقه من سلبيات وكوارث أفاد أبناء فتح الصاعدين في الجامعات الفلسطينية، لكنني أعلم كما يعلم الآخرون أن أسلوبا سيئا حاول جيل المتقدمين في حركة فتح أن ينتهجوه لدعم أبناء شبيبتها في الانتخابات الطلابية كما كانوا ينتهجونه سابقا، وقد أساء هذا الأسلوب للحركة ولنتائج انتخابات طلبتها أكثر مما أفاد، وهو أسلوب ظن جيل المتقدمين أنه ناجح في استقطاب الجماهير حول الحركة وتوجوه في إحدى السنوات بتنصيب ضابط في الأمن الوقائي لقيادة شبيبة فتح في جامعة بيرزيت دون أي اكتراث لصوت أبناء العشرينيات في حينه الرافض لمثل هذا التنصيب، فكانت النتيجة أنه فرق وأبعد وشتت ولم يجتذب ويوحّد.
اليوم، أثبت أبناء فتح الصاعدون أنهم الأقدر على جمع شتات أبناء الحركة وتوحيدهم تحت راية واحدة وصوت واحد، واستطاعوا أن يعطوا صورة ناصعة عن أبناء الحركة جعلت الجماهير الطلابية تلتف حولها دون أن تحملها وزر أخطاء جيل المتقدمين، فهل يمكن لجيل المتقدمين أن يقر بهذا الفضل ويمنح جيل العشرينيات فرصة المشاركة في صنع القرار الحركي؟ أم أن من رسموا السياسات الانتخابية الفاشلة لفتح في انتخابات التشريعي عام 2006 سيبقون هم أنفسهم من يرسمون السياسات الانتخابية للحركة مهما كلف الثمن؟
قد يذهب بعض المتقدمين إلى تفسير ما حدث من فوز للشبيبة في الجامعات الفلسطينية على أنه نتاج جهده الخاص، لكن الحقيقة تقول إن أي جهد انتخابي- مهما كان جادا- لا تسانده الشخصية المقبولة للجماهير فإن مصيره الفشل، فما حدث هو نتاج الصورة الحسنة المخلصة النظيفة التي ظهر بها أبناء الشبيبة أمام جماهير الطلبة، أما غير ذلك من تفسيرات فربما تحرف بوصلة الفوز لما لا رغبة فيه في انتخابات تالية.