مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

وطن ينزف جوعا وسما زعافا - حمدي فراج

ما  زال  الاسرى  وذووهم  يشعرون  انهم  وحدهم  في  الميدان ، لكن  هذا  بحكم  سنين  الركود  والتكاسل  والتكسب  والاستهلاك   التي  عشناها  وعايشناها  فأصبحنا وكأن كل واحد منا يعيش لوحده ويعيش لنفسه ، لن يكون بحاجة لأحد لطالما انه  متوظف وله راتبه الذي يتقاضاه نهاية كل شهر ، لا بأس ان تأخر بعض الاشهر  لبعض الوقت ، فهذا لا يفسد  في وده  والاشتياق اليه قضية ،  له فارهته  امام البيت ، حيث يسرت  له الشركات ووكالات الاستيراد والبنوك شراءها بقروض ميسرة ، صحيح انها ليست ملكه من الناحية الرسمية ، ولا يستطيع بيعها ان هو رغب بذلك ،  لكن لا أحد  سيأتي ليسحبها من امام البيت لطالما ان البنك يحسم اقساطها  الشهرية ، وصحيح ان وقودها وزيوتها اصبحت عبئا على راتبه المنكمش مقياسا بمستويات الغلاء المتفحش ، الا انه ما زال يشعر بمتعة امتلاكها كونها تقف امام بيته كاللبؤة . بالكاد تجد منزلا فلسطينيا لا توجد امامه لبؤته ، واحيانا كثيرة تجد لبؤتين او اكثر ، وما ينطبق على السيارة ، ينطبق على الثلاجة والغسالة والتلفزيون وبقية عفش البيت .
   هذا الواقع النمطي الاستهلاكي انتقل بعض الشيء  الى الاسرى أنفسهم ، تحسنت مرتباتهم الى حد كبير ، وهذا من بين ابرز الايجابيات التي تحققت ، بحيث لم يعد الاسير قلقا ازاء اسرته في عيش كريم كما كان عليه الامر قبل سنوات ، ولكن الاستهلاك السلبي انتقل الى داخل السجون وبالتحديد الاتصالات الهاتفية الخلوية التي يقضيها البعض بالساعات ، والتي تصل تكاليف شراء نقال عشرات الاف الشواكل ، ولما كان الشعار السائد في السجون ان "اقتصدوا في كل شيء الا التقافة" اصبحت الثقافة هي الشيء الابرز في الاقتصاد ، ولهذا على سبيل المثال لا الحصر نرى ان الاسرى ليسوا متوحدين في اضرابهم ، لا ولا حتى الاداريين منهم .
  الامر  يحتاج  بعض  الوقت   قبل  الصحوة ، والتخلص من شعور اننا جثث تمشي ،   بعض  التفاعل  الذي  بدأ  يسري  في  اوساطنا ، فنرى  الطلبة  اكثر  مقدامية  من  التجار  على  سبيل  المثال ، لو كانت  لهم  ادارات غرف  تجارية  نقابية مهنية   ، لما  تأخرت  في  اعلان  الاضراب  حتى  ولو ليوم واحد ، الامر ينسحب ايضا على بقية النقابات والاتحادات الطلابية والعمالية والنسوية ،  لكنهم  ينتظرون  السلطة  ان  تقرر لهم  ان  يضربوا .  وكما  اعتمد  الاسرى  على  انفسهم  في  اعلانهم  اضرابهم  دون  موافقة  قياداتهم  خارج  السجون ، بعد ان علق خضر عدنان الجرس وحيدا في رقبة السجان ،  فإن  على  طلائع  الشعب  ان  تقررآليات  نصرة  الاسرى وعدم تركهم ينزفون جوعهم موتا فيصبح سما زعافا في حلوقنا وعلى جلودنا  . حينها  فإن  السلطة  لن  تتأخر  في اللحاق ، ولا  التجار وبقية  الشرائح .

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024