الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

وطن ينزف جوعا وسما زعافا - حمدي فراج

ما  زال  الاسرى  وذووهم  يشعرون  انهم  وحدهم  في  الميدان ، لكن  هذا  بحكم  سنين  الركود  والتكاسل  والتكسب  والاستهلاك   التي  عشناها  وعايشناها  فأصبحنا وكأن كل واحد منا يعيش لوحده ويعيش لنفسه ، لن يكون بحاجة لأحد لطالما انه  متوظف وله راتبه الذي يتقاضاه نهاية كل شهر ، لا بأس ان تأخر بعض الاشهر  لبعض الوقت ، فهذا لا يفسد  في وده  والاشتياق اليه قضية ،  له فارهته  امام البيت ، حيث يسرت  له الشركات ووكالات الاستيراد والبنوك شراءها بقروض ميسرة ، صحيح انها ليست ملكه من الناحية الرسمية ، ولا يستطيع بيعها ان هو رغب بذلك ،  لكن لا أحد  سيأتي ليسحبها من امام البيت لطالما ان البنك يحسم اقساطها  الشهرية ، وصحيح ان وقودها وزيوتها اصبحت عبئا على راتبه المنكمش مقياسا بمستويات الغلاء المتفحش ، الا انه ما زال يشعر بمتعة امتلاكها كونها تقف امام بيته كاللبؤة . بالكاد تجد منزلا فلسطينيا لا توجد امامه لبؤته ، واحيانا كثيرة تجد لبؤتين او اكثر ، وما ينطبق على السيارة ، ينطبق على الثلاجة والغسالة والتلفزيون وبقية عفش البيت .
   هذا الواقع النمطي الاستهلاكي انتقل بعض الشيء  الى الاسرى أنفسهم ، تحسنت مرتباتهم الى حد كبير ، وهذا من بين ابرز الايجابيات التي تحققت ، بحيث لم يعد الاسير قلقا ازاء اسرته في عيش كريم كما كان عليه الامر قبل سنوات ، ولكن الاستهلاك السلبي انتقل الى داخل السجون وبالتحديد الاتصالات الهاتفية الخلوية التي يقضيها البعض بالساعات ، والتي تصل تكاليف شراء نقال عشرات الاف الشواكل ، ولما كان الشعار السائد في السجون ان "اقتصدوا في كل شيء الا التقافة" اصبحت الثقافة هي الشيء الابرز في الاقتصاد ، ولهذا على سبيل المثال لا الحصر نرى ان الاسرى ليسوا متوحدين في اضرابهم ، لا ولا حتى الاداريين منهم .
  الامر  يحتاج  بعض  الوقت   قبل  الصحوة ، والتخلص من شعور اننا جثث تمشي ،   بعض  التفاعل  الذي  بدأ  يسري  في  اوساطنا ، فنرى  الطلبة  اكثر  مقدامية  من  التجار  على  سبيل  المثال ، لو كانت  لهم  ادارات غرف  تجارية  نقابية مهنية   ، لما  تأخرت  في  اعلان  الاضراب  حتى  ولو ليوم واحد ، الامر ينسحب ايضا على بقية النقابات والاتحادات الطلابية والعمالية والنسوية ،  لكنهم  ينتظرون  السلطة  ان  تقرر لهم  ان  يضربوا .  وكما  اعتمد  الاسرى  على  انفسهم  في  اعلانهم  اضرابهم  دون  موافقة  قياداتهم  خارج  السجون ، بعد ان علق خضر عدنان الجرس وحيدا في رقبة السجان ،  فإن  على  طلائع  الشعب  ان  تقررآليات  نصرة  الاسرى وعدم تركهم ينزفون جوعهم موتا فيصبح سما زعافا في حلوقنا وعلى جلودنا  . حينها  فإن  السلطة  لن  تتأخر  في اللحاق ، ولا  التجار وبقية  الشرائح .

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025