اللاجئ أبو كمال من رغد الحياة في "كرتيه" إلى ضنكها في مخيّم جباليا
زكريا المدهون
يعيش أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة على بقعة أرض لا تتجاوز مساحتها كيلو ونصف متر مربع، في ظروف مأساوية مغايرة لرغد وجمالية الحياة في القرن الحادي والعشرين.
مخيم جباليا للاجئين الذي أنشئ في 1954، يعتبر أكبر مخيمات القطاع الثمانية، ومن أكثر المناطق في العالم كثافة سكانية.
عند التجوال في المخيم الذي اندلعت منه شرارة الانتفاضة الأولى في 1987، تتكشف حجم المأساة نتيجة ظروف معيشية واقتصادية صعبة للغاية.
في مخيم جباليا البيوت صغيرة ومتلاصقة والأزقة ضيقة... كلها رموز ودلالات على عذابات سكان المخيمات الذين هجروا وطردوا من مدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية قبل أربعة وستين عاما.
وينحدر معظم سكان مخيم جباليا من قرى وبلدات فلسطين الجنوبية التي هجروا منها في العام 1948.
لكن حياة اللاجئين في المخيم هذه الأيام تختلف تماما عن حياتهم قبل النكبة كما يرويها الحاج أبو كمال بدر.
أبو كمال الذي كان جالسا على كرسي بلاستيكي أمام منزله في أحد أزقة المخيم، خرج من بلدته الأصلية "كرتيه"وعمره كان آنذاك عشرة أعوام.
ذلك اللاجئ المسن لا زالت ذاكرته تحتفظ بكل تفاصيل الحياة الجميلة في "كرتيه" رغم قصر عمرها الزمني كما يقول.
وتقع "كرتيه" شمال شرق غرة وتبعد عنها حوالي 40 كيلو مترا، وهي على بعد كيلو متر واحد شمال غرب قرية الفالوجة.ترتفع حوالي 75 مترا عن سطح البحر، وتحيط بأراضيها أراضي قرى حتا والفالوجة من الشرق، وعراق سويدان وبيت عفا من الغرب، والسوافير الشرقية من الشمال.
ويصف أبو كمال القرية بقوله:"كانت أراضيها واسعة وخصبة ومزروعة بالتين واللوز، وكنا نلعب ونجري ونأكل من خيراتها."
ويضيف الحاج أبو كمال الذي اعتمر قبعة بيضاء اللون لتغطية رأسه،"حالنا في المخيم مختلف تماماً اليوم، الدور صغيرة والشوارع ضيقة....ولا يوجد مكان واسع زي زمان الحياة مختلفة تماما."
ويقطن أبو كمال مع أولاده الثلاثة وأحفاده في منزل "إسبستي"لا تتجاوز مساحتة 90 مترا مربعا.
ويتابع:"بجلس على الباب هربا من البيت وكثرة الاولاد وصراخهم"، مستدركا لا يوجد مكان يلعبون فيه سوى البيت.
ويفتقر مخيم جباليا كباقي مخيمات اللاجئين في القطاع إلى أدنى متطلبات الحياة والعيش الكريم من أماكن للعب والترفيه.
الحاج أبو كمال يقارن بين صباه في "كرتيه" وحياة أحفاده وأبناء المخيم الصغار الذين لا يجدون مكانا يلهون به، بينما كان هو وأطفال بلدته يتسابقون ويجرون في أراض لا نهاية لها على حد وصفه.
ويعتمد الكثير من اللاجئين الفلسطينيين على المساعدات التموينية التي تقدمها لهم وكالة الغوث، لمساعدتهم على التغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة الناتجة عن البطالة والفقر المدقع الذي ينتشر في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي.
ووصف جمال أبو حبل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم جباليا، الوضع في المخيم بالمأساوي، مشيرا الى أن سكان المخيم يحتاج الى الكثير من الخدمات.
ويكمل أبو حبل حديثه لـ "وفا":"البيوت متلاصقة وضيقة وكذلك الأزقة بعضها لا يسمح بمرور نعش ميت أو زفة عريس."
ويشير الى أن أبناء المخيم يعانون من عدة مشاكل في مقدمتها مشكلتا الاكتظاظ السكاني وضيق المسكن وانعدام التمدد العمراني الأفقي.
ويتابع: هناك العديد من المشاكل الأخرى التي يعاني منها السكان مثل:مشكلة مياه الشرب حيث أن المياه مالحة وملوثة ولا تصلح للاستخدام البشري، إضافة إلى انقطاعها المتكرر خلال فصل الصيف.
وفي الشتاء يقول أبو حبل وهو أحد سكان المخيم:"في فصل الشتاء تغرق بعض المناطق بمياه الأمطار خاصة المناطق المنخفضة في "بلوك 8" وفي محيط بركة أبو راشد، الأمر الذي يفاقم من معاناة اللاجئين.
وشدد على أن مخيم جباليا من أكثر من مناطق العالم كثافة سكانية، ويعاني السكان من ارتفاع نسبة البطالة، ونقص المناطق المفتوحة والملاعب لأبناء المخيم ما يتسبب بالاحتكاكات بين السكان.
وطالب أبو حبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بزيادة خدماتها المقدمة لسكان المخيم مثل: زيادة دعم العائلات الفقيرة، بناء بيوت جديدة للاجئين الفقراء، تحسين الخدمات الطبية وبناء مدارس جديدة وزيادة فرص العمل للعاطلين والخريجين.
وأوضح أن مخيم جباليا يحتاج الى بناء 18 مدرسة ابتدائية وإعدادية للتغلب على مشكلة دوام الفترتين للطلاب.
ويتوزع سكان المخيم على 12 "بلوكاً"، ويتلقون علاجهم الطبي مجانا في عيادتين تابعتين لوكالة الغوث الدولية.
يعيش أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة على بقعة أرض لا تتجاوز مساحتها كيلو ونصف متر مربع، في ظروف مأساوية مغايرة لرغد وجمالية الحياة في القرن الحادي والعشرين.
مخيم جباليا للاجئين الذي أنشئ في 1954، يعتبر أكبر مخيمات القطاع الثمانية، ومن أكثر المناطق في العالم كثافة سكانية.
عند التجوال في المخيم الذي اندلعت منه شرارة الانتفاضة الأولى في 1987، تتكشف حجم المأساة نتيجة ظروف معيشية واقتصادية صعبة للغاية.
في مخيم جباليا البيوت صغيرة ومتلاصقة والأزقة ضيقة... كلها رموز ودلالات على عذابات سكان المخيمات الذين هجروا وطردوا من مدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية قبل أربعة وستين عاما.
وينحدر معظم سكان مخيم جباليا من قرى وبلدات فلسطين الجنوبية التي هجروا منها في العام 1948.
لكن حياة اللاجئين في المخيم هذه الأيام تختلف تماما عن حياتهم قبل النكبة كما يرويها الحاج أبو كمال بدر.
أبو كمال الذي كان جالسا على كرسي بلاستيكي أمام منزله في أحد أزقة المخيم، خرج من بلدته الأصلية "كرتيه"وعمره كان آنذاك عشرة أعوام.
ذلك اللاجئ المسن لا زالت ذاكرته تحتفظ بكل تفاصيل الحياة الجميلة في "كرتيه" رغم قصر عمرها الزمني كما يقول.
وتقع "كرتيه" شمال شرق غرة وتبعد عنها حوالي 40 كيلو مترا، وهي على بعد كيلو متر واحد شمال غرب قرية الفالوجة.ترتفع حوالي 75 مترا عن سطح البحر، وتحيط بأراضيها أراضي قرى حتا والفالوجة من الشرق، وعراق سويدان وبيت عفا من الغرب، والسوافير الشرقية من الشمال.
ويصف أبو كمال القرية بقوله:"كانت أراضيها واسعة وخصبة ومزروعة بالتين واللوز، وكنا نلعب ونجري ونأكل من خيراتها."
ويضيف الحاج أبو كمال الذي اعتمر قبعة بيضاء اللون لتغطية رأسه،"حالنا في المخيم مختلف تماماً اليوم، الدور صغيرة والشوارع ضيقة....ولا يوجد مكان واسع زي زمان الحياة مختلفة تماما."
ويقطن أبو كمال مع أولاده الثلاثة وأحفاده في منزل "إسبستي"لا تتجاوز مساحتة 90 مترا مربعا.
ويتابع:"بجلس على الباب هربا من البيت وكثرة الاولاد وصراخهم"، مستدركا لا يوجد مكان يلعبون فيه سوى البيت.
ويفتقر مخيم جباليا كباقي مخيمات اللاجئين في القطاع إلى أدنى متطلبات الحياة والعيش الكريم من أماكن للعب والترفيه.
الحاج أبو كمال يقارن بين صباه في "كرتيه" وحياة أحفاده وأبناء المخيم الصغار الذين لا يجدون مكانا يلهون به، بينما كان هو وأطفال بلدته يتسابقون ويجرون في أراض لا نهاية لها على حد وصفه.
ويعتمد الكثير من اللاجئين الفلسطينيين على المساعدات التموينية التي تقدمها لهم وكالة الغوث، لمساعدتهم على التغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة الناتجة عن البطالة والفقر المدقع الذي ينتشر في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي.
ووصف جمال أبو حبل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم جباليا، الوضع في المخيم بالمأساوي، مشيرا الى أن سكان المخيم يحتاج الى الكثير من الخدمات.
ويكمل أبو حبل حديثه لـ "وفا":"البيوت متلاصقة وضيقة وكذلك الأزقة بعضها لا يسمح بمرور نعش ميت أو زفة عريس."
ويشير الى أن أبناء المخيم يعانون من عدة مشاكل في مقدمتها مشكلتا الاكتظاظ السكاني وضيق المسكن وانعدام التمدد العمراني الأفقي.
ويتابع: هناك العديد من المشاكل الأخرى التي يعاني منها السكان مثل:مشكلة مياه الشرب حيث أن المياه مالحة وملوثة ولا تصلح للاستخدام البشري، إضافة إلى انقطاعها المتكرر خلال فصل الصيف.
وفي الشتاء يقول أبو حبل وهو أحد سكان المخيم:"في فصل الشتاء تغرق بعض المناطق بمياه الأمطار خاصة المناطق المنخفضة في "بلوك 8" وفي محيط بركة أبو راشد، الأمر الذي يفاقم من معاناة اللاجئين.
وشدد على أن مخيم جباليا من أكثر من مناطق العالم كثافة سكانية، ويعاني السكان من ارتفاع نسبة البطالة، ونقص المناطق المفتوحة والملاعب لأبناء المخيم ما يتسبب بالاحتكاكات بين السكان.
وطالب أبو حبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بزيادة خدماتها المقدمة لسكان المخيم مثل: زيادة دعم العائلات الفقيرة، بناء بيوت جديدة للاجئين الفقراء، تحسين الخدمات الطبية وبناء مدارس جديدة وزيادة فرص العمل للعاطلين والخريجين.
وأوضح أن مخيم جباليا يحتاج الى بناء 18 مدرسة ابتدائية وإعدادية للتغلب على مشكلة دوام الفترتين للطلاب.
ويتوزع سكان المخيم على 12 "بلوكاً"، ويتلقون علاجهم الطبي مجانا في عيادتين تابعتين لوكالة الغوث الدولية.