الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

حتى يتماهى التلفزيون الفلسطيني مع العصر... - طلال عوكل

على الرغم من زحمة وضخامة الأحداث في الداخل الفلسطيني وفي المحيط العربي خصوصاً في دول الطوق، وعلى أهمية ما يجري، بما تنطوي عليه الأحداث من تداعيات على القضية الفلسطينية وشعبها، إلاّ أن ثمة فرصة لمعالجة موضوع مهم، هو "التلفزيون الفلسطيني"، باعتباره المرآة الإعلامية الرسمية للسياسة الفلسطينية بكل صخبها، وتفاصيلها وعمومياتها.
قبل فترة قصيرة، قبل الرئيس محمود عباس استقالة عضو اللجنة التنفيذية وأمين سرها، ياسر عبد ربه، من مهمة الإشراف على التلفزيون، ولم نعلم بعد إن كان الرئيس كلف شخصيةً أخرى المهمة ذاتها، الأمر الذي يدعونا إلى تسجيل جملة من الملاحظات التي قد تساعد في اختيار الشخصية المناسبة التي ينتظرها عمل كبير سواء على المستوى الإداري أو والأهم على المستوى المهني والسياسي.
يتوزع العمل الإعلامي الرسمي على ثلاث مؤسسات تتبع السلطة عدا مؤسسات أخرى تتبع منظمة التحرير الفلسطينية، وقد جرت محاولات سابقة لتشكيل مجلس إعلام أعلى للإشراف على هذه المؤسسات لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.
وإذا كانت وزارة الإعلام لم تحظ بالاهتمام اللازم للنهوض بدورها ووظيفتها، وانحسر دورها في بعض المهام الإدارية، خصوصاً ما يتعلق بإصدار التراخيص، فإن مكتب الإعلام الحكومي، الذي يصادر جزءاً من صلاحيات وزارة الإعلام، هذا المكتب الذي لا أعلم الميزانية والإمكانيات التي تتوافر له، لم ينجح في أن يكون بمستوى الأداة الإعلامية التي تلاحق الأحداث الفلسطينية وغير الفلسطينية، وتعكس المواقف الرسمية على نحو فاعل.
ومن الواضح ودون تجاهل وسائل الإعلام الفلسطينية الأخرى، المطبوعة أو المسموعة، أو الإلكترونية، أن تلفزيون وفضائية فلسطين، يحظيان بالمقام والاهتمام الأول من قبل القيادة السياسية، وهو مقام واهتمام يليق بدور الفضائيات، في هذا الزمن.
ومند بداية تأسيسه التي تزامنت تقريباً مع بداية تأسيس فضائية "الجزيرة" قبل أكثر من ستة عشر عاماً، توافرت للتلفزيون الفلسطيني إمكانيات بشرية ومادية كبيرة، واحتشدت فيه مئات الكفاءات الشبابية وغير الشبابية، التي أبدع الكثيرون منها، حين أتيحت لها الفرصة للعمل في مؤسسات وفضائيات أخرى.
غير أن وفرة الكادر المهني والإداري على نحو تصل أعداده إلى أضعاف الكادر الذي يدير "الجزيرة"، و"العربية"، وغيرها من الفضائيات، هذه الوفرة شكلت عبئاً على المهمة، التي شكلت رافعة للنهوض بأوضاع وأداء التلفزيون "الأرضي والفضائي".
إذا كان الأمر كذلك فإن المشكلة تقع على عاتق الإدارة العامة لهذا المرفق المهم، وأساساً على المستوى السياسي، الذي يملك القرار.
من المحزن وما يدعو للحسرة، أن بعض الفضائيات التي أنشأتها فصائل فلسطينية، وبعضها أنشأتها مجموعات محدودة من الشباب، قد حققت تفوقاً ملحوظاً على التلفزيون الفلسطيني الرسمي، سواء في طبيعة البرامج، أو مهنية العمل، أو في صياغة الرسالة الإعلامية، أو حتى لناحية التغطية للأحداث الجارية.
من حيث المضمون السياسي الإعلامي، لا يختلف التلفزيون الرسمي الفلسطيني عن خصائص التلفزيون الرسمي في معظم البلدان العربية، لا من حيث ترتيب أولويات الأحداث، ولا من حيث الأداء، ولا حتى من حيث التركيز على الأخبار التي تتصل بالأحداث الكبرى، الأمر الذي يقدم التلفزيون الفلسطيني على أنه أداة إعلامية محافظة، رسالتها تتسم بالبرود والحيادية السلبية، وأحياناً المجاملة في غير موقعها.
في كثير من الأحيان لا يشكل التلفزيون الفلسطيني، الاختيار الأول والأمثل للمواطن الفلسطيني، الذي يذهب إلى خيارات أخرى، وتنفتح أمامه مئات الفضائيات، ذلك أن النشرات متباعدة، وبالكاد كل منها تغطي على عجالة أخباراً وأحداثاً تستحق التركيز والتوسع، وفي معظم الأحيان يخرج المشاهد بانطباع، أن ثمة تعمداً لإشغال المساحات بمسلسلات وبرامج أطفال، في ظل وقوع أحداث ضخمة.
هل هي نقص في الخبرة، أم أنها محاولة، لمجاراة المرونة السياسية الرسمية، أم أنها الالتزام بالامتناع عن التحريض، رغم أن كل ما يصدر عن الجانب الإسرائيلي، لا يفعل سوى التحريض والاستفزاز، وقمع الآخر، وتكريس الاحتلال والتهويد، والاستيطان؟
من غير المعقول أو المقبول، أن يظل الإعلام الفلسطيني كما السياسة، متقيداً بنهج المجاملة للنظام العربي الرسمي، فيما الفلسطينيون أصحاب مشروع ثوري تحرري، يتطلب، الانحياز للجماهير الشعبية التي تسعى وراء التغيير والحرية، ويتطلب أيضاً كشف الأقنعة عن السياسات العربية الرسمية، التي تتواطأ مع المخططات والمصالح الأميركية والإسرائيلية، ولا تؤدي واجباتها على نحو قومي سليم إزاء دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه.
أما عن الجوانب الإدارية فالحديث يطول عن سوء الأداء، إذ تشكو أكثر من شخصية سياسية وإعلامية، من قلة وضعف التنسيق إلى حد أن الضيف ينتظر في استوديوهات غزة، لفترات قد تزيد على نصف ساعة إلى ساعة، ثم يقفل عائداً دون استضافته، لأسباب تتصل بسوء التنسيق. ثمة استهتار بالوقت، وبالتزام مواعيد ظهور البرامج، واستهتار بالضيوف، وغياب المسؤولية المحددة، ولكن ثمة شكوى مريرة، من أن مساهمات "غزة" في التلفزيون الفلسطيني الرسمي ضعيفة ومحدودة. نعلم أن الانقسام لعب دوراً في ذلك، ولكن الأمر تغير منذ بضعة أشهر، حيث أصبح بالإمكان تنشيط المساهمات من القطاع وبأكثر من طريقة، ولا تتوقف على بعض التقارير، أو المحللين السياسيين. وإذ نتوقع أن يسبق تعيين المسؤول أو المسؤولين عن التلفزيون، عملية مراجعة نقدية صريحة، تستهدف التغيير وليس الإصلاح والترقيع، فإن من المناسب أن يجري التلفزيون استطلاعات بين الحين والآخر، للتعرف إلى مدى شعبيته، وماهية أخطائه.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025