الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

45 دقيقة- ثامر سباعنه

(( رؤية أبنائي ألذ من الطعام و لقاء البشر أشهى من الشراب
 أخرجوني من العزل .. اسمحوا لأهلي بزيارتي ..اسمحوا لي برؤية أطفالي
 لهذا أنا مضرب عن الطعام.. هذه مطالبي .. .. هل هذه جرائم؟؟ ))
 بهذه الكلمات أعلن الأسير عبد الله البرغوثي بداية إضرابه عن الطعام قبل أشهر قليلة ، وقبل أيام حقق أمنيته وانتصر على سجانه بأن خرج من العزل الانفرادي ،و استطاع ان يرى ابناؤه.
 45 دقيقة هي مدة اللقاء بين الأسير عبدالله البرغوثي وأبنائه الثلاثة أسامة وتالا وصفاء بعد سنوات من المنع والحرمان والعزل ،مشاعر الأسير الأب كانت لا توصف ، هو لقاء تعارف مع أبنائه ، لقاء حب وعاطفة ، لقاء ابوة حرموا منها الأطفال الثلاثة منذ سنوات ،لقد كانت معنويات البرغوثي عالية في عنان السماء, فـقد من الله عليه بالخروج من العزل ورؤية أبنائه بعد هذه السنين الطويلة وخاصة ابنته الصغيرة صفاء التي تركها وعمرها 35 يوما فقط.
 التقى الأب بأبنائه وكان يقول لهم طوال الوقت: شو بدكم شو أجيب لكم احكو لي يا بابا؟
 فما كان من أسامة الا ان قال له: بدي بسكليت...
 فقال له والده: انا وصيت لك على واحد وبدي إياك كل سنة تكسره مشان اشتري لك واحد جديد
 أما الصغيرة صفاء فطلبت من بابا آي باد.
 رغم الجدار الزجاجي الفاصل بينهم إلا ان دفء العاطفه وعمق الشوق أذاب كل الجدران الفاصله بينهم وأوصل رسالة الحب من الأب لأبنائه ومن الأبناء لأبيهم ، تذكر عبد الله وتالا تلك اللحظات الصعبة يوم الاعتقال ، في الخامس من آذار 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رام الله، بعد أن أسرع صباحا إلى معالجة تالا" 3.5 سنوات " في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، ..نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثي المطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع...ألقوا به في سيارة عسكرية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.
 45 دقيقه قاربت على الانتهاء والكل يتمنى ان تتوقف الساعة عن الحراك وتزال هذه الجدران ليتعانق الأبناء مع ابيهم ، وترتسم البسمه من جديد على قلوبهم قبل شفاههم ، 45 دقيقه كانت تختزل سنين طويله من الشوق والأمل والالم ، حكاية عبدالله البرغوثي مستمرة وكل يوم نحن على موعد مع فصل جديد نتعلم منه ويغرس فينا درسا جديدا من دروس العزة والثبات والتضحية
 لابي أسامة وأبنائه كل التقدير والاحترام
 نقف في حيرة من أمرنا امام مشاعر الاب الذي يوصي نجله بتكسير البسكليت لأنه سيشتري له اخر جديد كل سنة
 يعني يا بابا انا موجود في حياتك رغم القضبان ورغم انف السجان وان الحياة مستمرة ولن تتوقف على اغرب حكم بالبشرية 67 مؤبد !
 انتهت الــ 45 دقيقة وحان موعد الفراق من جديد ،لكن الأسير عبد الله البرغوثي الأب لم ينسى انه مجاهد وان عليه أن يغرس جهاده وبطولته في نفوس أبنائه ، فقد اخرج معهم حذائه الذي داس به رقاب المحتل وكأنه يقول : ان الحكاية لم تنتهي .


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024