الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ألقاب ـ فؤاد أبو حجلة

على باب منزل جاري يافطة تحمل اسمه الكريم مسبوقا بكلمة «الدكتور»، وهي يافطة خادعة قادت بعض الجيران إلى طرق بابه بعد منتصف الليل طلبا لتدخله لاسعاف مريض أصيب بنوبة قلبية مفاجئة.
لم يعرف أقارب الجار المريض أن «الدكتور» المحترم لا علاقة له بالطب، وأن اللقب المطبوع على اليافطة يعني حصول الجار المنفوخ على شهادة الدكتوراة في التاريخ من جامعة سودانية كانت تبيع الشهادات للمنتسبين اليها عن بعد.
ورغم «هيافة» محتوى اللقب الا أن الجار المنفوخ يغضب كثيرا إذا خاطبه أحد دون ان يسبق اسمه بكلمة «دكتور». وهو لا يتفرد بهذا العشق للألقاب الكاذبة، فعلى مقربة من منزله يسكن «باشا» برتبة لواء، ومن الواضح أنه معجب باللقب لأن صاحب البقالة وعامل النظافة في الحي وحتى أولاده يخاطبونه بهذا اللقب.
عندما كنت رئيسا للتحرير كان الكثيرون، وخصوصا العاملين في الحكومة يصرفون لي لقب «عطوفة» أثناء الحديث معي وجها لوجه أو بالهاتف. وبصراحة فإنني لا أعرف معنى الكلمة حتى الآن، وكنت أحيانا أتساءل إن كانت هذه الكلمة شتيمة، وأن أولاد «الحلال» يشتمونني أو يسخرون مني بهذا اللقب التافه.
بحكم عملي عرفت الكثيرين من حملة الألقاب، وكان أكثرهم من أصحاب «المعالي»، وهو لقب يصرف للوزير مهما كان تافها، كما عرفت الكثيرين من أصحاب «الدولة» وهو لقب يحمله رئيس الوزراء حتى وإن كان «هبيلة». عرفت أيضا حملة ألقاب أخرى مثل «أفندي» و«بيك» و«سعادة» و«سماحة» و«نيافة»، ولا أذكر أنني احترمت أيا من هذا الألقاب المصروفة من دون «روشيتات».
ذات حوار مع أحد أصحاب المعالي، تيقنت أن هذا اللقب يصرف لشخص يتمتع بميزتين: أن يكون مرضيا عنه ومدعوما من جهة ما وأن يكون غبيا بالفطرة.
هناك نوع آخر من الألقاب التي تبدو منطقية وغير منفرة، وهي ألقاب غير متداولة على نطاق واسع وغير معترف بها رسميا، كأن يحوز المحرر السريع في صحيفة يومية على لقب «الجرافة» وأن يسمى المتهرب من دفع الضرائب «الفهلوي» وأن يسمى شاعر الحكومة «أبو خنانة».
تظل الألقاب كثيرة ومعشوقة وإن كانت غير مستحقة، لكن لقبا واحدا لا تعرفه الحكومات العربية ولا تعترف به لمواطنيها وهو «الانسان».

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025