التيار الثالث والرابع والخامس-بكر أبو بكر
العمل السياسي المنظم هو العمل الجاد الملتزم المتواصل لتحقيق الأهداف ومطالب الجماهير، وهو العمل والحراك القادر على استقطابها «أي الجماهير»، ما دام ملبياً لقضاياها واحتياجاتها، ولذلك نشأت المنظمات عامة ومنها الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والدعوية وكذلك السياسية.
وكلما تخصصت المنظمة في شأن محدد كانت قادرة على جذب قطاع أوسع من الجماهير، وحيثما وقع الخلط وقع التنازع والانفضاض كما هو الحال بالخلط البريء أو المتعمد بين الدعوي والسياسي.
وان كانت العلاقة بين الدعوي ( للدين وقيمه وأوامره ونواهيه وفروضه وطاعاته) يجب أن تكون منفصلة عن الدعوات الحزبية السياسية التي مرادها الرئيس الوصول للحكم فان هذا ليس حديثنا هنا وإنما التأكيد على سلامة الالتزام بالقواعد والأسس الحاكمة لعمل المنظمات عامة.
وبرغم أن المنظمات (التنظيمات) السياسية تنطلق من فكر أو مصالح أو قضايا أو حاجات فإنها في نطاق سلطة أو دولة تسعى للسلطة قطعاً، ويصبح أحد أهم آليات التنافس بين التنظيمات أو الأحزاب هو الوصول للسلطة بغض النظر عما قد يرفعه هذا التنظيم السياسي أو ذاك من شعارات كثيراً ما يتم استغلالها لتحقيق هذا الهدف.
إن من حق أي تنظيم سياسي أن يطرح فكره أو توجهاته أو برنامجه على الناس وبمقدار اقترابه من حاجاتهم وتواصله معهم وتلبية لمتطلباتهم في إطار خدمة الوطن بمقدار ما يكسب الشارع لان الناس لا تأكل تاريخاً أو آيديولوجيا أو رموزاً أو اشارات دينية وإنما ( أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
إن القضية الوطنية الفلسطينية ممثلة بإزالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن الأهداف التي توافقت عليها مختلف الفصائل الفلسطينية هي مساحات الاقتراب بين الكافة، ولكن باب الافتراق يأتي في السعي للسلطة من جهة وفي الوسائل، لكن يبقى ( التنظيم) عامة هو القادر على التأثير في الرأي العام والتعبير عن حاجات الجمهور وخدمة قضايا الوطن.
في الدول العربية برزت طروحات تشكيل ما يسمى التيار الثالث، حيث برر الروس مذبحة الحولة في سوريا بأن من قام بها (تيار ثالث) أو طرف ثالث في الوقت الذي وضع به المصريون أمام خيارين أحلاهما مر في انتخابات الإعادة المصرية فطالبت قوى منهم بالتيار الثالث، وهنا قفزت الفكاهة المصرية إلى المقدمة لتقول أعطونا التيار الثالث من سوريا فتحل مشكلة السوريين والمصريين.
ما أود الإشارة له أننا في فلسطين وفي ظل الإحباط الذي يعيشه البعض في الشارع الفلسطيني نتيجة الانسداد السياسي واستمرار الانقلاب وما نتج عنه من انقسام مع صعوبة الحياة الاجتماعية للناس، وربما لرغبات في تحقيق الدور الوطني عند البعض الآخر بدأت تظهر مجموعات تطالب بان تكون هي التيار الثالث أو ترسّم نفسها تيارا ثالثا.
ما بين حركتي فتح وحماس يوجد تنظيمات عدة تستحق أن تكون التيار الثالث، وكذلك الأمر مع قائمة التيار الثالث التي ترشحت للمجلس التشريعي وقائمة البديل أيضا فما هو البديل ان لم يكن الثالث مثلا في ظل ثنائية سياسية مستحدثة، ومع ذلك فإن عدة تحركات في بعضها شبابية وفي بعضها فضائية (على الفيسبوك أو المواقع) بدأت تطرح نفسها (تيارات ثالثية)، وكأننا في فلسطين قد خلونا من المنظمات السياسية أو الحراك السياسي أو مختلف التشكيلات التي تتجاوز (الثالث) إلى السابع والعاشر والحادي عشر.
مجموعة من المطرودين من حركة فتح ومن تنظيمات أخرى منذ زمن بعيد أي منذ الثمانينيات لإساءاتهم وفسادهم أخذوا يعيدون إنتاج أفكارهم المرفوضة شعبيا مروجين لأنفسهم أنهم من المستقبل المشع والمرتقب وما زالت دماء ضحايا (أبو نضال البنا) الذي ينتمون له تستصرخ، إلا أن الفضاء الالكتروني المفتوح جعل لمثل هؤلاء أن يشوهوا الحراك المجتمعي الشبابي المسمى أيضا بالتيار الثالث.
وان كنا ندعم أي حراك شبابي أو شعبي مهما سمى نفسه ثالثا أو سابعا أو خلافة فهذه التسمية لا تعني شيئاً حيث ان لكل الحق أن يسمي نفسه ما يشاء وإنما الفيصل خدمة الناس والبلد وهما واحد.
ونعود للتيار الفضائي الشاذ ( المسمى نفسه الثالث) انه يحاول خلط الأوراق والاساءة للتحركات المجتمعية والشبابية، ودس السم بالعسل بأفكاره الملفوظة منذ زمن انقرض بهم، بحيث يحتار الناس بين المسميات الواحدة ومن يمثلونها.
وان كنا في ظل تكاثر (التيارات الثالثية) في فلسطين نحتاج لتشكيل ( اتحاد التيارات الثالثية) أو لفض اشتباك بينها لنخرج عن الرقم 3 وما يعنيه من شؤم لدى البعض.
عود على بدء فإن الحراك المنظم سياسي كان أو إنساني أو اجتماعي، ومهما تسمى أو اتخذ رقما فهذا من انجازات مساحة الحرية الفلسطينية التي تُكبِر التعددية وتشجع على الإنتاج الفكري والإبداع في خدمة القضية والناس وفلسطين، وليس لأحد كان يحمل بضاعة فاسدة أن يركب المراجيح ويدعي انه التيار الثالث فضائيا وهو يسكن البعيد ويعجز أن يمسح دمعة عن خد يتيم في الوطن.
وكلما تخصصت المنظمة في شأن محدد كانت قادرة على جذب قطاع أوسع من الجماهير، وحيثما وقع الخلط وقع التنازع والانفضاض كما هو الحال بالخلط البريء أو المتعمد بين الدعوي والسياسي.
وان كانت العلاقة بين الدعوي ( للدين وقيمه وأوامره ونواهيه وفروضه وطاعاته) يجب أن تكون منفصلة عن الدعوات الحزبية السياسية التي مرادها الرئيس الوصول للحكم فان هذا ليس حديثنا هنا وإنما التأكيد على سلامة الالتزام بالقواعد والأسس الحاكمة لعمل المنظمات عامة.
وبرغم أن المنظمات (التنظيمات) السياسية تنطلق من فكر أو مصالح أو قضايا أو حاجات فإنها في نطاق سلطة أو دولة تسعى للسلطة قطعاً، ويصبح أحد أهم آليات التنافس بين التنظيمات أو الأحزاب هو الوصول للسلطة بغض النظر عما قد يرفعه هذا التنظيم السياسي أو ذاك من شعارات كثيراً ما يتم استغلالها لتحقيق هذا الهدف.
إن من حق أي تنظيم سياسي أن يطرح فكره أو توجهاته أو برنامجه على الناس وبمقدار اقترابه من حاجاتهم وتواصله معهم وتلبية لمتطلباتهم في إطار خدمة الوطن بمقدار ما يكسب الشارع لان الناس لا تأكل تاريخاً أو آيديولوجيا أو رموزاً أو اشارات دينية وإنما ( أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
إن القضية الوطنية الفلسطينية ممثلة بإزالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن الأهداف التي توافقت عليها مختلف الفصائل الفلسطينية هي مساحات الاقتراب بين الكافة، ولكن باب الافتراق يأتي في السعي للسلطة من جهة وفي الوسائل، لكن يبقى ( التنظيم) عامة هو القادر على التأثير في الرأي العام والتعبير عن حاجات الجمهور وخدمة قضايا الوطن.
في الدول العربية برزت طروحات تشكيل ما يسمى التيار الثالث، حيث برر الروس مذبحة الحولة في سوريا بأن من قام بها (تيار ثالث) أو طرف ثالث في الوقت الذي وضع به المصريون أمام خيارين أحلاهما مر في انتخابات الإعادة المصرية فطالبت قوى منهم بالتيار الثالث، وهنا قفزت الفكاهة المصرية إلى المقدمة لتقول أعطونا التيار الثالث من سوريا فتحل مشكلة السوريين والمصريين.
ما أود الإشارة له أننا في فلسطين وفي ظل الإحباط الذي يعيشه البعض في الشارع الفلسطيني نتيجة الانسداد السياسي واستمرار الانقلاب وما نتج عنه من انقسام مع صعوبة الحياة الاجتماعية للناس، وربما لرغبات في تحقيق الدور الوطني عند البعض الآخر بدأت تظهر مجموعات تطالب بان تكون هي التيار الثالث أو ترسّم نفسها تيارا ثالثا.
ما بين حركتي فتح وحماس يوجد تنظيمات عدة تستحق أن تكون التيار الثالث، وكذلك الأمر مع قائمة التيار الثالث التي ترشحت للمجلس التشريعي وقائمة البديل أيضا فما هو البديل ان لم يكن الثالث مثلا في ظل ثنائية سياسية مستحدثة، ومع ذلك فإن عدة تحركات في بعضها شبابية وفي بعضها فضائية (على الفيسبوك أو المواقع) بدأت تطرح نفسها (تيارات ثالثية)، وكأننا في فلسطين قد خلونا من المنظمات السياسية أو الحراك السياسي أو مختلف التشكيلات التي تتجاوز (الثالث) إلى السابع والعاشر والحادي عشر.
مجموعة من المطرودين من حركة فتح ومن تنظيمات أخرى منذ زمن بعيد أي منذ الثمانينيات لإساءاتهم وفسادهم أخذوا يعيدون إنتاج أفكارهم المرفوضة شعبيا مروجين لأنفسهم أنهم من المستقبل المشع والمرتقب وما زالت دماء ضحايا (أبو نضال البنا) الذي ينتمون له تستصرخ، إلا أن الفضاء الالكتروني المفتوح جعل لمثل هؤلاء أن يشوهوا الحراك المجتمعي الشبابي المسمى أيضا بالتيار الثالث.
وان كنا ندعم أي حراك شبابي أو شعبي مهما سمى نفسه ثالثا أو سابعا أو خلافة فهذه التسمية لا تعني شيئاً حيث ان لكل الحق أن يسمي نفسه ما يشاء وإنما الفيصل خدمة الناس والبلد وهما واحد.
ونعود للتيار الفضائي الشاذ ( المسمى نفسه الثالث) انه يحاول خلط الأوراق والاساءة للتحركات المجتمعية والشبابية، ودس السم بالعسل بأفكاره الملفوظة منذ زمن انقرض بهم، بحيث يحتار الناس بين المسميات الواحدة ومن يمثلونها.
وان كنا في ظل تكاثر (التيارات الثالثية) في فلسطين نحتاج لتشكيل ( اتحاد التيارات الثالثية) أو لفض اشتباك بينها لنخرج عن الرقم 3 وما يعنيه من شؤم لدى البعض.
عود على بدء فإن الحراك المنظم سياسي كان أو إنساني أو اجتماعي، ومهما تسمى أو اتخذ رقما فهذا من انجازات مساحة الحرية الفلسطينية التي تُكبِر التعددية وتشجع على الإنتاج الفكري والإبداع في خدمة القضية والناس وفلسطين، وليس لأحد كان يحمل بضاعة فاسدة أن يركب المراجيح ويدعي انه التيار الثالث فضائيا وهو يسكن البعيد ويعجز أن يمسح دمعة عن خد يتيم في الوطن.