أغلى دولة- فؤاد ابو حجلة
استكمالا لما طرحه الزميل حافظ البرغوثي في مقالته المنشورة أمس عن وجود ثلاث دول عربية ضمن أغنى دول العالم بحسب مجلة فوربس الأميركية، وتأكيده بأن العرب سيحظون أيضا بمراكز متقدمة في قائمة أغبى دول العالم، أضيف اليوم بأن العرب قادرون على احتلال المراكز الأولى في قوائم الدول الأغلى في العالم، رغم أن معدلات الدخول في الدول العربية متواضعة جدا إذا ما قورنت بدخول المواطنين في الدول المتقدمة.
إنها حقيقة يعرفها ويعيشها ملايين الغلابى في دول النفط وفي دول المواجهة وفي دول الاعتدال وفي دول الممانعة حيث يجهد العربي لتأمين رغيفه اليومي وتجهد الأنظمة في ابتكار وسائل جديدة لسرقة هذا الرغيف واستبداله بكميات محدودة من الكرواسون والجاتوه المقدم للأكابر في حفلات الريسبشن لعلية القوم. وربما لا يحدث الا في بلاد العرب أن يكون رئيس أركان خبيرا في الولائم وجاهلا في العسكرية.
دولنا، أو الدول المحسوبة علينا هي الأغلى في جداول تكاليف المعيشة، وتقول دراسة غير علمية إن متوسط راتب رب الأسرة في العالم العربي يكفي للعيش ستة أيام في الشهر وعليه أن يدبر نفسه لتغطية تكاليف أربعة وعشرين يوما بوسائله الخاصة، كأن يحصل على عمل إضافي يحرمه من رؤية أولاده أو أن يختلس (في حدود معينة لا يقترب فيها من منافسة رؤسائه في العمل) أو أن يلجأ إلى التجارة في الممنوعات والمهربات بدءا من السجائر وانتهاء بالنساء المستوردات من شرق أوروبا.
الدول العربية هي الأغلى في العالم حين تنتج النفط وتستورد البنزين، وحين تفرد خرائطها على صحارى قارتين وتستورد الرمل من أوروبا وحين يتغنى شعراؤها بأنهارها ويشتري سكانها مياه الشرب بالأمتار المكعبة.
الدول العربية أيضا هي «الأغلس» حين تميز بين مواطنيها وتدعو لاحترام مواثيق حقوق الانسان