الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

المسخرة بدلا من السخرية- فؤاد ابو حجلة

قبل شهرين تقريبا دعتني صحيفة يومية أردنية للمشاركة في ندوة عن الكتابة الساخرة، وقد فاجأتني الدعوة لأن هذه الصحيفة لا تنطق عن الهوى الرسمي، وهي ليست معروفة بمواقفها النقدية الجريئة، لكنني اعتقدت أن إدارة الصحيفة قررت رفع سقفها بنشر كلام خارج عن المألوف الرسمي في التطبيل والتزمير. كنت مخطئا وساذجا في هذا الاعتقاد.
شاركت في الندوة بمعية الفنان المبدع عماد حجاج والكاتب المبدع أحمد حسن الزعبي والصديق الناقد الدكتور جمال مقابلة. وقدم كل منا رؤيته للكتابة الساخرة وشروطها ومحتواها ومستوى تأثيرها على القارئ وعلى صانع القرار، وكان مما قلت إن الكاتب الساخر في الوطن العربي ليس عبقريا، بل هو يمارس أسهل المهمات لأنه محاط بقدر كبير من السخرية المستفزة في الحياة العربية، ولأنه مهما أبدع في اللغة وفي الصورة لن يجاري النظام الرسمي العربي في السخرية.
أذكر أنني قلت أيضا ان الكاتب الساخر لا يستطيع، مهما علا نصه، أن ينافس في السخرية وزير داخلية يتحدث عن نزاهة الانتخابات، أو مدير شرطة يتحدث عن ضرورة احترام حقوق الانسان، أو تاجرا متحالفا مع البوليس يؤكد على ضرورة ضمان حق المواطن في المأكل والمشرب والملبس والمأوى، أو رئيس حكومة يتحرك في موكب من أربع سيارات ولديه أربع زوجات ويتناول أربع وجبات.. على الغداء ويدعو إلى التقشف وشد الأحزمة!
أذكر أيضا انني قلت إن أعضاء اتحاد الكتاب العرب لا يستطيعون مجتمعين كتابة نص ساخر يبز سخرية بيان ختامي لأي قمة عربية.
قال الزملاء أشياء أخرى عن سخرية المشهد العربي، وعن الثورات والشعارات الساخرة التي رفعتها في الميادين، واشتكوا من رقابة رؤساء التحرير والمحررين المرعوبين في الصحف التي ترتدي ربطات عنق حكومية. وانتهت الندوة ولم تنشر تفاصيلها حتى الآن.
من الواضح بعد مرور شهرين أن الندوة لن تنشر، ومن المؤكد أن أحد الحكماء، سواء كان رئيس التحرير أو أيا من مساعديه العباقرة رأى في الكلام خرقا للسقف، وهو لا يستطيع العيش دون أن يستر نفسه بسقف.
أفهم ذلك تماما، وأدرك أن الصحف تخاف من الكتابة الساخرة لأنها تخشى المسؤولين العابسين، لكن ما لا أفهمه هو هذه الجرأة في نشر الكلام السخيف لكتاب (موظفين) يكتبون كل يوم ما يؤكد أنهم مسخرة.

 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025