ماما أميركا.. مرسي أوي- فؤاد ابو حجلة
وأخيرا ظهر الحق وزهق الباطل، ونجح الاخوان المسلمون في تقاسم الكعكة المصرية مع زملائهم العسكر الواقفين معهم تحت المظلة الأميركية.
نجح مرشح الاخوان، وصار لمصر رئيس اخونجي سيشبعنا خطبا عن شياطين الغرب وخطورة الملابس الضيقة التي تبرز مفاتن الصبايا، وضرورة الالتزام بطاعة أولي الأمر كواجب ديني. وسيبقي على معاهدة كامب ديفيد لأنها موقعة مع «أصحاب كتاب»، وسيزج باليساريين في السجون لأنهم «كفار».
توقعت فوز مرسي في اليوم الأول للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، وكتبت عن تصريح لسفيرة أميركا في القاهرة يعلن النتيجة قبل بدء الاقتراع، عندما توقعت فوز مرشح الاخوان، وكان في هذا التصريح إعلان واضح من «ماما أميركا» برغبتها في وجود حاكم مصري يشرعن باسم الدين وجود اسرائيل، ويمنح كامب ديفيد هيبة «الحديبية» ويؤكد على «وسطية الاسلام» وكل ما يتضمنه الهذر الأميركي في تعريف ديننا.
إنها صفقة واضحة ضمنت فيها أميركا عدم خروج أكبر دولة عربية من الملعب الأميركي. وسواء فاز الفائز مرسي أو الخاسر شفيق فإن النتيجة واحدة، وشروط اللعبة معروفة، ولا يهم في هذه الحالة طول شورت اللاعب.
أميركا تلعب وحدها، وقد استثمرت ثورة تونس وثورة مصر وثورة ليبيا وهي تستعد لاستثمار ثورة سوريا.. والعرب يكتفون بالجلوس على مقاعد المتفرجين.. ينامون كثيرا ويصحون للتصفيق عند تسجيل الهدف الأميركي.
في اللغة المحترمة للتحليل السياسي، يلجأ الكتاب والسياسيون إلى الاختباء خلف كليشيهات تافهة من نوع «انتخابات حرة ونزيهة»، و«احترام إرادة الشعب». في الواقع ليس هذا الموقف الا تعبيرا عن انتهازية مستوطنة في أرواح صبيان الأنظمة الذين رسختهم دوائر المخابرات نجوما في الجرائد وعلى شاشات التلفزيون.
علينا مواجهة الواقع والاعتراف بهزيمة الأمة بعد أن سرقت ثوراتها وبيع دم شهدائها بالمفرق وبالجملة. وعلينا الاستعداد لمرحلة من الانحطاط لم نعرف مثيلا لها في زمن الرجعيات العسكرية.. سيكون العداء لاسرائيل وأميركا حراما بعد أن كان مكروها، وستكون مواجهة العدو الروسي – الايراني فرض عين.
نعم فاز مرسي بالرئاسة وعلينا جميعا أن نشكر واشنطن على رعايتها للديمقراطية. أقترح إرسال برقية إلى الرئيس باراك عمامة نكتب فيها «ماما أميركا.. مرسي أوي».