حذاء تحت القبة!- فؤاد أبو حجلة
تعرض الزميل الكاتب والصديق جميل النمري عضو مجلس النواب الأردني إلى الاعتداء مؤخرا من قبل عضو في المجلس يدعى يحيى السعود.
الاعتداء حدث تحت القبة وبطريقة بدائية مستفزة وأمام النواب والمواطنين المتابعين للجلسة البرلمانية، وعندما فشل السعود في ضرب النمري قذف حذاءه باتجاهه.. وسجلت في قاعة المجلس حادثة سقوط حذاء طائش.
تندر الكتاب حول هذه الحادثة التي وقعت في موسم مناقشة قانون الانتخاب الذي يحتدم الجدل حوله بعد ظهور النوايا الحكومية للإبقاء على قانون الصوت الواحد مع تعديلات بسيطة لا تلبي استحقاقات الديمغرافيا وترتكز على الجغرافيا فقط.
الكاتب الزميل أحمد حسن الزعبي الذي يكتب في أم الصحف الأردنية (جريدة الرأي) تناول الحادثة بسخرية وخفة دم مقترحا أن يحسم الجدل حول قانون الانتخاب باعتماد “قانون الفردة الواحدة” وكان يقصد بالطبع فردة الحذاء الطائش. واقترح كتاب فيسبوكيون أن تعمد رئاسة المجلس إلى وضع نظام داخلي يمنع النواب من الدخول الى المجلس وهم يرتدون الأحذية، ويشترط أن يكون النواب تحت القبة حفاة عراة كما ولدتهم أمهاتهم أو الجهات التي أوصلتهم إلى النيابة.
بالطبع لا يمكن تطبيق الاقتراح الثاني فرؤية هؤلاء تغث البال وهم بكامل أناقتهم ويرتدون البدلات الفرنسية، فما بالك حين يكونون عراة.. أعوذ بالله.
اقتراح الزعبي أيضا ليس منطقيا لأنه في حال تطبيقه سيلزم الناخبين بالذهاب الى صناديق الاقتراع فرادى (بفردات أحذية) وليس زرافات وهو ما يتناقض وحق المواطن في إبداء رأيه أو خلع حذائه متى شاء.
ربما تتواصل السخرية مما حدث في البرلمان، لكن الأمر بعيد عن السخرية وهو يؤشر إلى ما ستؤول إليه الأمور إذا تمكن أصحاب الأحذية من تشكيل أكثريات برلمانية في المجالس النيابية العربية. وإذا كان الضرب يتم تحت القبة ويظل المعتدي نائبا يتمتع بالحصانة فما الذي يمنع حدوث ما هو أكبر من ذلك خارج قاعة المجلس؟
ما جرى في مجلس النواب الأردني يجري في برلمانات أخرى في المنطقة وفي العالم، لكنه يؤكد دائما خللا كبيرا في النظام الانتخابي، ويكشف سخافة “نزيهة وشفافة”.