الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

شوية عقل- عدلي صادق

مَن يطالع صحيفة "الحرية والعدالة" التي يصدرها الحزب "الإخواني" يصدمه منطق كتّاب الأعمدة، الذين يتضح أنهم أقل فنياً وتعبيرياً، من مستوى الهواة المبتدئين، وإن كان هذا ليس هو جوهر المشكلة. ويشهد الله أنني تمنيت أن أتعرف على منطق مهذب ذي مستوى سياسي يليق بحزب بات يطمح الى الاستحواذ على السلطة. ولكن للأسف، من خلال دراسة تحليل مضمون سريعة، لخمسة أعداد من الصحيفة، وجدت عجباً، وكأنني أقرأ لمحازبي "حماس" المكلفين بالتعبير عن مشروعهم، عندما كانوا يكيلون الأوصاف والاتهامات الجزافية للآخرين دون عقل أو ميزان. ومن المفارقات أن أحدهم يكتب تحت عنوان ثابت هو "شوية عقل" مطيحاً بكل منطق عقلاني. وفي صدر الصفحة الأخيرة، يكتب ـ مثلاً ـ د. صلاح الدين سلطان، يوم الأربعاء الماضي (21/6/2012) مستهلاً سطوره في انتقاد إبطال قانون العزل السياسي، فيقول إن إبطال القانون كان غزلاً سياسياً للمجلس العسكري، و"لمرشحه شفيق عدو الشعب". هنا يقرر "الإخواني" مدعي التقوى، أن المرشح المنافس هو "عدو الشعب" دون أن تكون هناك أدنى قيمة لأكثر من إثني عشر مليون مواطن أعطوا أصواتهم لهذا "العدو". وبالتحليل المنطقي، يحتكر الكاتب "الإخواني" الحق في تعيين الفارق بين أعداء الشعب وأصدقائه، وهذا بمثابة سطو على إرادة الناس، وهنا تكمن مشكلة أخرى.
في الصفحة الثانية من العدد نفسه، وتحت عنوان "بيان رقم 1 من الشعب المصري الى المجلس العسكري" يطالب الحزب "الإخواني" هذا المجلس العسكري، الذي وفر لحزب "الحرية والعدالة" انتخابات نزيهة؛ بأن يعتذر للشعب المصري عن حل مجلس الشعب، ويبلغه بأن البرلمان قائم رغم أنفه. وفي موضع آخر من الصفحة، هناك نداء :"على كل مصري غيور على بلاده، أن يرفع شعار: اصدروا قراراً بمنع شفيق من السفر، لأن "الدولة العميقة" تترنح.
وفي أعمدة أخرى، حضرت الآيات القرآنية التي تناولت أمر الانتخابات، باعتبارها غزوة الصناديق المظفرة، وهي ذاتها الآيات القرآنية الكريمة، التي استخدمتها "حماس" حتى في إعلانات التهنئة المدفوعة الأجر في الصحف، بعد ظهور نتائج الانتخابات البلدية والقروية في فلسطين. فالخاسرون هم أشبه ببني قريظة، وبالتالي جاء الفوز مصداقاً للآية الكريمة: "لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصرُ من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
أما كاتب العمود سليمان قناوي، فيقول في عموده "أفكار متقاطعة": "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفلول". ويصف النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية مستطرداً: "إنه النصر العزيز الذي جاءنا من عند الله ومن فضله وحوله ومنّته". وهنا تنشأ شُبهة تعطيل التداول على السلطة بالرجوع الدوري لإرادة الشعب، لأن التفويض كان من الله وليس من هذا الشعب.
ثم إن الكاتب "الإخواني" يقلل دون أن يدري، من قدرة رب العالمين على الفتك بالفلول، مثلما فتك بأصحاب الفيل فجعلهم "كعصفا مأكول". فلكي يستوي التشبيه، كان الأمر يتطلب إبادة اثني عشر مليون مصري على الأقل، وإلا فإن الطير الأبابيل "الإخوانية" لا علاقة لها بالطير الأبابيل الربانية، التي فتكت بأصحاب الفيل.
نتمنى أن يتحلى "الإخوان المسلمون" المصريون، بما سماه كاتب منهم "شوية عقل" لكي تتجاوز مصر هذا المأزق بسلام. إن المصريين باتوا أمام خطر الاستخدام السياسي والحزبي للدين، على النحو الذي تأنفه السياسة مثلما يأنفه الدين وتأنفه الناس، لكن لله في خلقه شؤونا!
www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com

 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025